ما أحوجنا اليوم بأن ننمي في أنفسنا ونربي أبنائنا على معاني الحب التي ينطلق الإنسان بها ويغمر ما حوله بجمال روحه ذلك الجمال الذي ينعكس على واقعه حاملاً تلك المبادئ والقيم التي يسعد بها في نفسه وفي مجتمعه . من السهل جداً أن يتعلم الإنسان الحقد والكراهية ولكن من الصعب أن نجعل منه إنساناً محباً ، يبدأ الطفل بقطع الأزهار ويكبر على ملاحقة الطيور بالأحجار.. ويتطور بهدم الأسوار .. وذلك لأنه لم يتعلم .. كيف يحب .. إنها مسؤولية صعبة أن نعلم أبناءنا كيف يحبون الأشياء وهذا هو البداية لحب الحياة ، ذلك الحب الذي نصل به للسعادة إن أجمل ما في الحب أنه يمنحنا الأحلام .. والأحلام هي أكبر بنوك الإرادة .. والإرادة تمنحنا القوة ، والحب أكبر أسباب التوازن .. والتوازن يمنحنا الاكتفاء .. والاكتفاء يمنحنا الاستغناء .. والاستغناء يمنحنا الرضى .. والرضى أكبر مصادر السعادة في حياة الناس وعندما يفقد الإنسان هذا الجمال الحقيقي سوف يدمر ما حوله لأن عناكب الكراهية سيطرت عليه وانعكس هذا في خراب روحه وخراب ما حوله ، تجده يعيش الفوضى بكل انواعها في نفسه وبيته ومجتمعه كل هذه المعاني تذكرتها وأنا أرصد حركة هذا العنكبوت الذي ظل يستعرض عضلاته ويتقن فن الرقص والتمويه لإغراء الضحية جلس ينتظر النحل عند زهرة ( الحبق ) بهدوء شديد وطولة بال غريبة يحاول أن يجعل نفسه زهرة جميلة .. لإغراء النحلة حتى تقترب منه وفعلا نجح أكثر من مرة في إتقان دور الزهرة والتأثير على أكثر من نحلة وبالتالي يمسك بها أكثر من دقيقة ثم يفلتها ميتة .. وهكذا .. ولم يعرف هذا العنكبوت الصغير أنه يغتال الجمال بطريقته هذه ولكن هذا حال الكائنات .. فالصراع من أجل البقاء وإن كان هذا العنكبوت يصارع من أجل البقاء .. فالكثير من البشر يبقى لأجل أن يصارع !! تذكرت حال الكثير من الناس وأنا أرصد حركات هذا العنكبوت .. فكم يغتال الجمال والنقاء والحب .. لأجل رغبات شيطانية . إننا نرى الجمال في أعماقنا قبل أن نراه على وجوه الناس وعندما نفقد هذا الجمال في داخلنا ..فكل أنواع القبح والتزييف والخداع سوف تنعكس في واقعنا إن الإنسان الذي يغرس القبح لا يمكن أبداً أن يكون أرضاً للجمال في هذه الصورة يبدأ باستعراض عضلاته .. ونسي انه يمثل دور زهرة الضحية الأولى .. نحلة جميلة و عين العنكبوت تنظر للعين الأخرى في ذهول .. وكأنها تقول : ما أجمل التمثيل والخداع في عالم النحل الجميل ويستمر هذا الإغتيال نظرات الإنتصار بإتقان فن التمويه والخداع ويتكرر المشهد ..ويبدأ بالاستعراض من جديد إبراهيم عبدالرحمن التميمي