الخرج كبقية مدن ومحافظات المملكة أبناؤها يتصفون بالكرم والجود والنخوة والوسطية وحب العلم والتعلم وغيرها من القيم النبيلة وبخاصة تقدير واحترام المرأة وحقوقها والإيمان بدورها في المجتمع وتنميته على اعتبار أنها شريك بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. في الخرج كانت المرأة منذ زمن بعيد ولا تزال حتى اليوم تعمل جنبا إلى جنب مع الرجل في الحقل وفي المدرسة وفي البيت وفي السوق وغيرها دون أي ضجيج ولم نرى قط ما يكتب أحيانا عن الانتهاكات الصارخة لحقوق المرأة والنظرة الدونية لها وغير ذلك مما يدندن عليه بعض من يسمون أنفسهم أنصار ودعاة حقوق المرأة في بلادنا. مهما شرحت وتحدث عن الدور الرائد والرائع الذي تقوم به الأم والأخت والزوجة والبنت (المرأة) في الخرج لن أفيه حقه، ولكن لعل من يزور السوق الشعبي في وسط الخرج ويشاهد المرأة وهي تفتح وتغلق متجرها مثلها مثل الرجل منذ سنين، ولو توغلت في داخل القرى والهجر لوجدت المرأة تقود السيارة والأسرة مستغنية عن السواق الذي لم يعد بيتا في بلادنا يخلو منه، في وقت مثيلاتهن في مدن أخرى لا يتمتعن بنفس الحقوق ويفتشن الأرصفة بجوار المجمعات والأسواق تحت رحمة العوامل الجوية المختلفة ومحرومات من المحلات الخاصة المكيفة والمريحة التي يختص بها الرجل فقط. وحتى حينما صدر قرار تأنيث ملابس النساء في الخرج المرأة سبقت هذا القرار بسنين، مما يدل على نظرة مجتمع الخرج للمرأة ودورها الايجابي في التنمية ونظرة الرجل على وجه التحديد الحضارية المتقدمة وموقفه تجاه المرأة. وإنني أدعو جميع أنصار المرأة ودعاة حقوقها في البيع والشراء والقيادة وغيرها، وكذلك الكتاب الذين لا تجف أقلامهم عن الكتابة عن دور المرأة وحقوقها، لزيارة السوق الشعبي وسط مدينة السيح في محافظة الخرج ليشاهدوا ما يسر الخاطر ويثلج الصدر ويرفع القدر ويعلي الشأن ويجعل المرأة في بلادنا مصدر عز واعتزاز وافتخار، حيث يعد هذا السوق أنموذجا مثاليا يحتذي فيه، وأتمنى أن تسلط الأضواء على مثل هذه الأسواق المؤنثة بالكامل والمفتوحة وبالتأكيد المنشرة في كثير من مدن ومحافظات بلادنا، حتى لا يظن البعض أن المرأة مهمشة وليس لها دور في التنمية كما يدعي البعض. وختاما تحية شكر وتقدير لكافة مؤسسات التنمية والإدارة المحلية في محافظة الخرج على ما قامت به للمرأة من توفير متطلبات بيئة العمل الحر الشريف جنبا إلى جنب مع نصفها الثاني ، وتهيئة الفرصة لها للقيام بالدور الوطني المسؤول في التنمية المحلية، بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن ناصر ال سعود والرجال المخلصين من حوله. د.هلال محمد العسكر