قرأنا في الصحف - في الأسبوع المنصرم - خبر سقوط أحد أبواب إحدى المدارس في مدينة الرياض على احد الطلاب، وقد نتج عن ذلك وفاة هذا الطالب ، ولعل هذا الخبر استثار الكثير منا فأطفالنا وأبناؤنا في المدارس ومن حولهم أبواب وجدران ونوافذ كثيرة ؟ وقد يكون بعضها آيل للسقوط دون أن نعلم ، فمدرسة في العاصمة الرياض يسقط بابها دون أي سبب إنه ليدل على تردي تلك الأبواب وتلك المباني ؟ وكأني بكثير من الأهالي بدأ يشعر بالخوف وأخذ بالمرور على مدارس أبنائهم ليتفقدوها ، وكأني بالبعض منهم بدأ يحذر أطفاله بعدم الاقتراب من الأبواب وعدم الجلوس حولها ، ولعل بعضهم ينصح طفله بالجلوس في وسط الفصل والبعد عن أي شيء قد يسقط عليه وتناسوا إن لهذا الفصل سقف أيضا قد يقع ؟ نحن نؤمن بقضاء الله وقدره ولا اعتراض على قضائه سبحان فالحذر لا ينجي من القدر , ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول أعقلها وتوكل ، فهل نحن عقلناها فتوكلنا ؟ هل نحن عملنا كل أسباب السلامة في مدارسنا ؟ إن ما حدث هو رسالة راح ضحيتها ذلك الطفل، رسالة إلى كل مسؤول محاسب أمام الله عز وجل عن فلذات أكبادنا في مدارسهم ، نحن لا ننتظر سقوط باب أو حائط في مدارسنا ، بل نتساءل عن أشياء قد تكون أخطر من وقوع باب أو حائط نتساءل عن الماء وعن النظافة وعن التهوية وعن الغذاء الصحي في المقاصف المدرسية وعن البيئة المدرسية الصحية بشكل عام ، وعن الكثير الذي هو غائب عنا في ظل انشغالنا بجوانب أخرى قد لا تكون بذات الأهمية ، إن العمل التربوي من أسباب نجاحه هو العمل بالأهم فالأهم , فلا يمكن مثلاً أن تطبق برنامجاً تعليمياً وتربوياً في بيئة لا تصلح أصلاً للعيش الآدمي كما هو الحال في بعض المدارس المستأجرة ، من هذا المنطلق أوجه رسالة إلى كل مسؤول من معلم أولاً ومدير مدرسة ومشرف تربوي ومدير قسم بالإدارة ومساعد لمدير التربية والتعليم ومدير التربية والتعليم ووكيل للوزارة ووزير التربية والتعليم اتقوا الله في أطفالنا، سخروا كل ما أوتيتم من جهد لحمايتهم من الإخطار أولاً وللحفاظ على سلامتهم ولتهيئة البيئة المدرسية الصحية لهم ، ثم بعد ذلك فكروا في الإصلاح التربوي والتعليمي ، أدعو مدير التربية والتعليم الأستاذ سعود بن ناصر العثمان رعاه الله من هذا المقال لتشكيل لجان عاجلاً لتفقد المباني المدرسية ولإصلاح الإخطار التي قد تحوم حول أبنائنا دون أن نشعر قبل أن تتساقط الأبواب ؟ الدكتور / فهد حماد التميمي