يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " ان الله اختارني من كنانة واختار كنانة من قريش واختار قريشا من العرب، فأنا خيار من خيار من خيار " . كان عليه الصلاة والسلام شديد الاعتزاز بنسبه : ليس من باب العلو على انساب غيره او اعطاء نفسه درجة تعليه على سواه من عباد الله، حاشا لله ان يفعل عليه الصلاة والسلام ذلك، وهو القائل " ان اكرمكم عند الله اتقاكم " وهو القائل " لم يزل الله ينقلني من الاصلاب الطيبة الى الارحام الطاهرة، مصطفى مهذبا، لا تتشعب شعبتان الا كنت في خيرها " . تلك هي لمحة قصيرة عن نسب من ارسله الله رحمة للعالمين، لتشرف به امة العرب ويرتفع ذكرها بين الأمم، كأمة أكرمها الله فشرفها بأن اختار من بينها خاتم أنبيائه، وهو شرف يحق لأمة العرب ان تعتز وتفاخر به، لكن لهذا الاعتزاز متطلباته واستحقاقاته، ومن أوليات هذه المتطلبات والاستحقاقات ان تكون الأمة العربية كما كان اسلامها القدوة والنموذج الذي علم الدنيا معنى العدل واحترام حقوق الانسان وصون نفسه وعرضه وماله الا بحق الاسلام عليه .لكن مع الألم والأسف ان أمة العرب ابتليت بمن خرجوا من بينها وتقلدوا المسؤولية في بعض ديارها، ليعيدوا اليها عهود الاستبداد واستباحة دماء الناس واعراضهم وأموالهم بأشد واقسى مما كان يفعله عتاة الجاهلية ومجرموها ..لتكون المحصلة انكسار الأمة العربية وانشغالها في الدفاع عن نفسها ممن خرج عليها من بعض أهلها، ليصبح هذا الخارج سبة تلحق العار بهذه الأمة الكريمة ..كريمة الأصل والنشأة ..والله المستعان .