دائماً ما نسمع هذه الكلمة ، عندما نبدي إعجابنا من حسن التصرف في المواقف الصعبة ، أو إتقان عمل على الوجه المطلوب ، أو حتى إعداد وجبة طعام من قبل الآخرين ، هذه الكلمة اللطيفة التي يصحبها ابتسامة قائلها ، تدلك على ثقته بقدراته الذاتية ، مدركاً في أعماق الضمير أن عمله سوف ينال الإعجاب ، فقد جمع بين الإنجاز وقلة توفر الإمكانات أحياناً واستطاع مشاهدة نجاحه في تعبيرات وجوه الأفراد وتقديرهم . وبعد هذه السطور القليلة حول كلمة _سر المهنة_ سأتناول أحد مجالاتها وهو التعليم الذي يهتم به الجميع ، إنني أعجب من حديث بعض طلابنا وثنائهم أمام أولياء أمورهم عن أحد معلميهم لماذا ؟ الجواب هو _ سر المهنة _ فهو يمتلك تأهيلاً ثقافياً في تخصصه وغير تخصصه وأداءً تربوياً فطريا ً ومحبةً وإخلاصاً في مهنته التربوية ، ووجهاً بشوشاً سموحاً تنطلق من إيحاءاته كل المعاني الجميلة والسامية، فهو يعيش مع طلابه العلاقات الإنسانية الأبوية ، تجعلهم يلجئون إليه في حال ظروفهم الدراسية ويبشرونه في حال فرحهم وسرورهم ، إضافة إلى ذلك خلق الرحمة والإحسان إلى أبنائنا الطلاب _لاسيما _في مرحلة الصفوف الأولية التي ينطبع في عقولهم كل تصرفات المعلم . إن طلابنا في المدارس هم من شهود الله في الأرض وهم أيضاً دليل نجاح المعلم في الأداء الوظيفي وانتابتني الدهشة عندما رأيت أحد المعلمين في حفل تكريمه عند التقاعد يذرف دموعاً على سنوات قد خلت ملؤها الصبر والكفاح والنجاح عند ذلك بادله الطلاب بالتصفيق الحار والقبلات على رأسه لماذا ؟ إنه _ سر المهنة _ بادلوه حباً بحب واحتراماً باحترام صدق معهم فصدقوا معه ويأتي ذلك بالتوازي مع انخفاض الأداء التربوي والفني عند عدد من المعلمين حول أداء رسالته . وبكل صدق وأمانة أقول : إن على كل من دخل في مجال التربية والتعليم أن يحب أبنائنا ، ويرحم فلذات أكبادنا ، ويحسن إلى رجال الغد وبناة الوطن لكي يحسنوا إلينا مستقبلاً وأن يراعي مشاعرهم وفروقهم الفردية و عليه بالكلمة الطيبة والفعل الطيب فالمؤمن لا يصدر منه إلا الخير وأخيراً مدرسة لا نتفاعل فيها ولا نتعاون ولا نحب من فيها لا نستحق العمل فيها . عبد العزيز سعد عبد الرحمن العرفج - الدلم ماجستير الإدارة والتخطيط التربوي