بداية نشكر القائمين على هذه الصحيفة المتميزة والمتناغمة بالطرح والشفافية والمناقشة الهادفة لمختلف قضايانا التربوية والاجتماعية وغيرها من القضايا الأخرى التي تخدم مجتمعنا ووطننا العزيز على حد سواء اما بخصوص ما ذكره الكاتب المتألق عبدالله الجميلي تحت عنوان (طلابنا نانو يا نانو) بهذه الصحيفة لعددها 17440 والذي اشار فيه الى عزم وزارة التربية والتعليم في انشاء 40 مركزا للنانو على مستوى المملكة بينما هناك من الأولويات التربوية والقضايا التعليمية وغيرها من المشكل الاخرى ما يستحق الاهتمام والمعالجة فإننا ومن على هذا المنبر الموضوعي نشاطر الاخ عبدالله فيما ذهب اليه في هذا الصدد مؤكدين في ذات الوقت وبحكم معايشتنا لهذا الواقع التربوي المؤسف احياناً. بأن مثل هذا البرنامج أو هذا المشروع العصري الدقيق لا شك انه مفيد للغاية مع التقدم الحضاري الذي احرزته بلادنا في اكثر المجالات الحيوية ولكنه في ظل الواقع الحالي لمدارسنا تحديداً وما يكتنفها من قصور في الاداء والجودة والاتقان عوضاً عن عدم توفر الامكانات الضرورية فيها غالباً فإننا نرى بانه من الانسب للوزارة ان تتريث كثيراً في تطبيق هذا البرنامج ريثما تتمكن من ايجاد الارضية الخصبة والظروف المناسبة لذلك لا سيما وان هناك من البرامج التربوية والتعليمية المطبقة فعلا بمدارسنا لم تأت اكلها بعد على الرغم مما خطط لها منذ سنوات عديدة كناتج حتمي لما تعانيه هذه المدارس من مشاكل وعقبات فإذا كان تعليمنا ومعظم البلدان العربية ايضا لا يزال قائما على الحفظ والتلقين والترديد والتخليص لبعض المواد الدراسية التي تعطي للطلاب والطالبات بقدر ما يضرهم فضلا عن جاهزية التحضير للدروس والذي يلجأ اليه اكثرية معلمي ومعلمات اليوم من باب التخلص من مشاق التحضير وهو ما نعتقده غير مناسب بحقهم وهم يقومون بهذا الدور التربوي المهم والذي يتطلب منهم فاعلية واتقاداً ذهنياً وحماساً ومواكبة كل جديد فما بالنا بالنانو اذاً ونحن على هذا الحال؟ اما كوننا نقحم مدارسنا بما ليس في وسعها القيام به فهذا في اعتقادنا يجانب الصواب ففي معظم مدارسنا نندفع كثيراً ونتعجل في اقامة البرامج التربوية والتعليمية واحدة تلو اخرى كنوع من الطموح لاجل مجاراة بعض البلدان المتقدمة وهذا ليس بغلط اذا ما توافرت الامكانات والاستعدادات الكاملة حتى اذا ما كثرت وصعب تنفيذها شكلت بالتالي جملة من المتاعب والمشاكل التي لا نهاية لها اما المخرجات التربوية والتعليمية وما يدور في فلكها من ضحالة علمية ومعرفية واضحة بين ابنائنا الطلاب والطالبات عوضا عن الخور الفكري وتدني مستوى الاخلاق الفاضلة لدى بعض الطلاب خاصة فالباحث والمتابع ان يتحدث عنها ما شاء وهنا ينبغي علينا الا نجامل في ذلك على حساب مصلحة فلذات اكبادنا ورقي مجتمعنا ووطننا الذي اعطانا الكثير وينتظر منا ولو القليل مما يجب. بقي ان نقول في الختام ومن باب تعميم الفائدة بان النانو والذي ربما لا يعرفه كثير من الناس هو عبارة عن علم يهتم بالجزئيات الصغيرة جداً او بمعنى آخر ادق وحدة قياس مترية توصل اليها انسان هذا العصر. اما حجمه فأصغر من قطر الشعرة بثمانين الف مرة وهو يستخدم في كثير من نواحي الحياة الزراعية والصناعية لا سيما الدقيقة منها كالحاسب الآلي وفي ايضا القضاء على الخلايا السرطانية وغيرها كثير فيما لا يتسع المجال لذكره هنا ولكنه مع هذا له سلبيات ومخاطر ما الله به عليم اذا ما أسيء استخدامه وللمرء ان يصدق بأن صفحة ورقية من تلك التي نستخدمها في الكتابة يبلغ حجمها مائة الف نانو متر وان الانسان بإمكانه ان يصنع ومن خلال النانو التكنولوجي سيارة بحجم النحلة اما تسمية النانو بهذا الاسم فتشير بعض الادبيات الى انه اشتق من كلمة نانوس الاغريقية وهي تعني القزم بينما كلمة (نانو) والتي ذكرنا بها أحد الزملاء ونحن نشرع في كتابة هذا الرد المتواضع تعني الطفل الصغير او حديثي الولادة بحسب اللهجة المصرية القديمة وقيل اللغة الفرعونية وسيان بين هذا وذلك من حيث الدلالات العلمية وان تقاربا في الاحرف والنطق العام كما يتضح لكل من يمعن النظر فيهما سائلين الله لابنائنا وبناتنا النجاح والفلاح وبالله التوفيق. عبدالفتاح أحمد الريس - تبوك