جاء الشتاء وفرحت شركة الكهرباء كفانا الله وإياكم الخيلاء. لعل الشتاء هو الصديق الحقيقي لشركة الكهرباء لأن الصديق الحقيقي هو من يتجاهل أخطاء صديقه. ومن هنا جاءت هذه الصداقة الحميمة وذات المصلحة من طرف واحد , فالشتاء على كل الأحوال خارج من المولد بلا حمص. ولكن الفراق هو سنة الحياة . والمشكلة أن شركة الكهرباء لم تستوعب هذه الحقيقة المرة فصار عندها صدمة نفسية لفراق هذا الصديق العزيز مما جعلها تعاني من صدمة نفسية لم تستطع من هولها تصديقها , فأصبحت تعيش هذا الحلم وكأنه دائم ولم يفلح معها كل محاولات التعايش مع الواقع. فأقول لشركة الكهرباء أحسن الله العزاء ولابد أن يأتي الصيف من بعد الشتاء وحان الوقت أن تستعدي لهذا البلاء. انقطاعات بالجملة وبالأيام في عدد من أحياء ومراكز محافظة الخرج. في السيح يأنون وبالدلم يعانون ومن كل شبر نقرأ في صحيفتنا العزيزة خبر محزن من هنا وهناك ومن أراد التأكد فليرجع لقسم الأخبار والمحليات في هذه الصحيفة خلال فصل الصيف الماضي. حتى صارت هذه الأخبار كواقع يومي نتنفسه كل صباح من صباحات صيفنا اللاهب. وما يزيد الطين بلة هو ما نسمعه من أخبار من سددوا فواتيرهم بعد فصل التيار وجلسوا باليوم واليومين في انتظار المنقذين التسعة من فنيي شركة الكهرباء. فصار إيجاد فني يعيد التيار كالبحث عن إبرة في كومة قش. يعني نقدر نقول أن مقابل كل اثنان وثلاثون ألف مواطن في هذه المحافظة يوجد فني واحد. ويا عيني على ها لفني وحظه الأقشر ومن وراءه امة من الناس تعاني. ولا أدري ماهي المشكلة ؟؟ لو يصير الفصل والإرجاع للتيار آلي في زمن التكنولوجيا والحاسوب. فواتير بمبالغ خيالية وأعمدة كهرباء هوائية معرضة للعوامل الجوية ومحولات أكل عليها الزمن وافطر و تغدى وتعشى وتسحر و ووعود كمواعيد عرقوب للجائع المنكوب. لا أحب أن أدخل في التفاصيل والحلول لأن الكل يعرفها من مواطنين وإدارة شركة الكهرباء وما طال من شي سمج , والأعذار المخدرة لاتسمن ولا تغني من جوع . فيا شركة الكهرباء استغلي فصل الشتاء لننعم بالصيف في هناء . وعلى فكرة لا يفوتني أن اهنأ حارة الضبع والعقيد أبو شهاب والنمس و صطيف وأبو النار وكل الأباضايات بمناسبة الطبالين الجديدة وأقترح أن نعمل مسلسل في رمضان ويكون أبطاله من ابضايات كافة أنحاء محافظة الخرج ونسميه حارة الدمع , ومثل ما تعاطف الناس مع حارة الضبع و الفرنساوية , نسميه حارة الدمع والكهرباوية. لعل أحد يحن علينا ويركب عندنا محول أو طبلون. وإن كنت أشك بالموضوع فحارة الدمع لا تتوفر فيها مقومات حارة الضبع المتفلتة. ومن أراد المزيد فليقرأ هذا الخبر : (بحث وزير المالية السوري محمد الحسين مع رئيس الصندوق للتنمية يوسف البسام يوم الخميس عددا من المشروعات التنموية التي سيقوم الصندوق بدارستها وتمويلها ومنها توسيع وإنشاء محطات لتوليد الطاقة الكهربائية. وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن عددا من المشروعات التنموية الجديدة سيقوم الصندوق بدراستها والمساهمة في تمويلها ومنها توسيع محطة توليد جندر باستطاعة 450 ميغاوات ومحطة توليد كهرباء في دير الزور باستطاعة 750-800 ميغاواط وإنشاء محطة تحويل كهربائية في المدينة الصناعية بدير الزور باستطاعة 250 ميغاواط". وتقول تقارير رسمية إن معدل الطلب على الكهرباء يتجاوز ال10 % سنوياً أي ما يعادل 1000 ميغاواط, كما ارتفع الطلب أكثر من20% خلال أشهر الشتاء الأخيرة بسبب لجوء المواطنين إلى استخدام الكهرباء في التدفئة بدلاً من المازوت, في حين يصل الفاقد الكهربائي ما بين 26% و30%. ويمول الصندوق مشروعات تنموية نوعية وحيوية في سورية إذ تقدر قيمة ما قدمه خلال العقود الماضية بنحو مليار دولار من تمويل مشروعات عدة كان آخرها محطة توليد الكهرباء في الناصرية.) يقولون بعد حارة الضبع بيجي الدور على حارة الدمع. وسعوا صدوركم و لا تزعلون ويا قلبي لا تحزن. ناجي بن مساعد