توقع وزير الكهرباء السوري احمد قصي كيالي في حديث الى «الحياة»، انجاز ربط شبكتي الطاقة في سورية والعراق في نهاية العام الجاري بمشروع الربط الكهربائي السداسي الذي يمتد من ليبيا الى تركيا على خط نقل 400 كيلوفولت، لافتاً الى «دراسات اولية» لربط المشروع السداسي بالشبكة السعودية. وأوضح ان الربط بين سورية ولبنان «قائم منذ زمن، اذ يزوّد لبنان بالكهرباء على التوترين 66 و 230 كيلوفولت منذ العام 1972حين يتوافر ذلك»، مشيراً الى ان «الربط الاقليمي» الذي يشمل ليبيا ومصر والاردن وسورية ولبنان وتركيا والعراق لاحقاً له «فوائد كبيرة نظراً الى امكان تبادل الطاقة الكهربائية بين دول الربط. لكن المشكلة تبرز في اوقات الذروة بخاصة في فصل الصيف حيث ترتفع درجات الحرارة، ما يؤدي الى تزايد الطلب على الطاقة ويجعل الفائض محدوداً ويحد من عمليات التبادل الكبيرة». وزاد: «ربط هذه الشبكة بشبكة المملكة العربية السعودية يجعل عملية نقل الطاقة الكهربائية من المملكة الى دول الربط الثماني ممكناً، لا سيما خلال فصل الشتاء حيث يتوافر قدر كبير فائض منها، ما يسمح لدول الربط خلال تلك الفترة بإجراء كل اعمال الصيانة المطلوبة على مجموعات التوليد فيها، كي تكون جاهزة للعمل في فصل الصيف». وعن وضع الكهرباء في سورية، قال كيالي ان «الطلب على الطاقة الكهربائية في العام الماضي بلغ نحو 43.7 بليون كيلوواط / ساعة، ويزداد هذا الطلب بين 6 و7 في المئة سنوياً. ويعود ذلك الى التقدم والتطور الذي تشهده سورية والى المشاريع الصناعية والسياحية والخدمية وغيرها، اضافة الى ارتفاع مستوى حياة الافراد وتزايد عدد السكان، متوقعاً ان يصل الطلب على الطاقة الكهربائية الى 63 بليون كيلوواط / ساعة عام 2015». ولتلبية هذا الطلب المتزايد، وقعت «المؤسسة العامة لتوليد ونقل الطاقة الكهربائية» في نهاية العام الماضي، عقوداً لتوسيع ثلاث محطات للطاقة الكهربائية (دير علي وتشرين بالقرب من دمشق ومحطة جندر بالقرب من حمص)، بإضافة 1600 ميغاواط. كما تعمل المؤسسة حالياً للتعاقد على بناء محطة باستطاعة 750 ميغاواط في مدينة دير الزور، وتدرس وتقوّم عروضاً متعلقة بإضافة مجموعات قدرتها 450 ميغاواط في محطة الناصرية قرب دمشق ايضاً. وقال كيالي رداً على سؤال ان بلاده «تحتاج الى إنشاء محطات جديدة بقدرة 500 -600 ميغاواط سنوياً لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة»، لافتاً الى ان سورية استوردت في العام الماضي 484 مليون كيلوواط / ساعة عبر شبكات الربط وصدرت 614 مليوناً، وأن حمل الذروة الأقصى بلغ 7223 ميغاواط في كانون الاول (ديسمبر) الماضي. الى ذلك، ابلغت وزارة الكهرباء في العام الماضي القطاع الخاص، رغبتها في إنشاء مشروع توليد في محطة الناصرية بقوة 230-250 ميغاواط وفق مبدأ الشراكة مع القطاع العام. وقال رداً على سؤال ان الوزارة تعمل بجد لبناء محطات انتاج بقوة الرياح، وأعلنت عن مشروع في منطقة قطينة بالقرب من حمص، اضافة الى الاعلان عن محطتين للقطاع الخاص (استطاعة كل مزرعة تصل الى 100 ميغاواط)، واحدة قرب حمص والثانية قرب دمشق. يذكر ان وزارة الكهرباء كانت اعدت مشروع «قانون الكهرباء»، الذي سيناقش قريباً في مجلس الشعب (البرلمان)، ويسمح للقطاع الخاص بالاستثمار في مجالي التوليد والتوزيع.