الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه، وبعد: يعيش المواطن والمقيم في المملكة العربية السعودية في نعم كثيرة، منها نعمة الأمن الذي هو مضرب المثل في هذا العصر، وكذلك لرغد العيش، وقد امتن الله بهما على عباده في قوله تعالى: (لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف). إضافة إلى ما أخذت به حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من أسباب التنمية الشاملة في جميع المجالات، والتي لا يتّسع المقام لذكرها، ومن ذلك ما أصدره -حفظه الله- أخيرًا من أوامر تصب في الإصلاح، وإسعاد المواطنين كمكافأة لمن لا يعملون، وزيادة أعداد المشمولين بالضمان الاجتماعي، وزيادة بنك التنمية العقاري، وهيئة الإسكان، وتشكيل لجان مراقبة لمحاربة الفساد، وإحداث وظائف لمتابعة هذا الشأن، ومن أراد معرفة حجم ما نحن فيه من النعم، فليطلع، أو ليسأل عن حال بلادنا قبل توحيد الملك عبدالعزيز لها؛ حيث كانت مسرحًا للنهب والسلب والغارات القبلية، ومستوطنًا للفقر والمرض، وكان أهلها يرتحلون للدول المجاورة والبعيدة، يعملون فيها ليسدوا رمق جوعهم وأولادهم، كما هو حال مَن يفد إلينا اليوم من كثير من الأقطار، فانقلاب حالنا من تلك الحال إلى ما نحن عليه اليوم من أكبر النعم التي يجب الشكر عليها لله، ثم لولاة الأمر الذين يبذلون الغالي والنفيس لإسعاد شعبهم، وامتدت يد الخير إلى كثير من الشعوب العربية والإسلامية. وكذلك ليطلع على ما عليه كثير من الشعوب في بلدان كثيرة، منها القريب، ومنها البعيد؛ ولذا فإني أهيب بإخواني وأبنائي من أبناء هذا الشعب الوفي أن لا يقابلوا الوفاء بالعقوق، والجميل بالنكران، وأن لا يستجيبوا لأعداء الوطن الذين يقلقهم ما نحن عليه من محبة، واجتماع كلمة، وولاء لولاة أمرنا. قال صلى الله عليه وسلم: (مَن صنع إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه). وليلتفوا حول ولاة أمرهم، وإذا ظن البعض وجود تقصير في حقه وأمثاله، فإن هذا بحسب ما يراه هو لا في حقيقة الأمر، وعلى كل، فهذا لا يسوغ لمن تراءى له تقصير أن يثير الفتنة بالمظاهرات والهتافات ونحو ذلك، بل عليه إيضاح حاله بالطرق المشروعة، وعلينا جميعًا تفويت الفرصة على الأعداء الذين لا يريدون لهذه البلاد وأهلها أي خير، وأن نعتصم بحبل الله المتين كما أمرنا ربنا قال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمة إخوانًا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها). وليعلم الجميع أن في رقبته بيعة لولي الأمر يجب عليه الوفاء بها، وليعلم أن الله أمره بالسمع والطاعة لولي الأمر قال تعالى: (يا أيّها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم). وقال صلى الله عليه وسلم: (إنه ستكون هنات وهنات، فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائنًا من كان) رواه البخاري. والهنات: الفتن والأمور الحادثة. وقال صلى الله عليه وسلم: (مَن أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه) رواه مسلم. وعلى الأمة كلها أن تقف صفًّا واحدًا ضد من يريد الإثارة وإقامة المظاهرات والتي لا يعرفها ديننا ولا بلادنا قال صلى الله عليه وسلم: (كل منكم على ثغر من ثغور الإسلام الله.. الله لا يؤتين الإسلام من قبله). أسأل الله أن يحفظنا بحفظه وأن يجعل كيد الأعداء المحرضين في نحورهم. • الأمين العام للمجمع الفقهي الإسلامي عضو مجلس الشورى