في ظل التطور الرقمي وبسبب الزيادة السريعة في عدد مستخدمي الشبكة العالمية وفي عدد مواقعها، اُخترعت تكنولوجيات جديدة لجعل الوصول إلى الشبكة و مواقعها بسرعة و أكثر سهولة. وقد أدّت هذه التكنولوجيات إلى إيجاد جيل جديد من الشبكة يشمل مفاهيم وجوانب جديدة زادت فعالية عملية الاتصال بين أفراد المجتمعات المختلفة بل والمجتمع الواحد من زاوية أخرى, وقد جعل الويب2 الاتصال أكثر تفاعلا. وقد يتسأل البعض ماهو الويب2؟! الويب2هو مصطلح يشير إلى مجموعة من التقنيات الجديدة والتطبيقات الشبكية التي أدت إلى تغيّر سلوك الشبكة العالمية من خلال توفير موقع إنترنت واحد لعدد كبير من المستخدمين، وحول هذا المفهوم تم بناء أغلب مواقع الانترنت منذ تأسيسها ويبنى على أساس التركيبة العلائقية: متعدد لمتعدد, ومن هنا أصبحت عملية التواصل أكثر تفاعلا وأسرع وصولا مما أتاح للعديد من مستخدمي الشبكة الاستفادة من خدماتها التطويرية والتعليمية والتدريبية والاستشارية..وغيرها من إيجابيات الجو التفاعلي. وتعد المنتديات أبرز تطبيقات الويب2 التي اشتغل وفتن بها العديد من الأفراد والمربين والتربويين والعامة, لما تتميز به من ميزات نورد أبرزها كالحرية المطلقة وذلك ناتج عن بعدها عن الرسمية والقدرة على إضافة الأسماء المستعارة وإمكانية إضافة المواضيع والردود الفورية, وهنا يقف الرجل والمرأة على خط التفاعل الشبكي المعقد لتقاسم المعرفة وتبادل التجارب والحوار ونتج عن ذلك إثراء التفاعل مع الآخر بما يخدم المجتمع. وهنا يقف العديد أمام هذا التفاعل متسائلين هل حطم الويب2 الحواجز بين الرجل والمرأة؟ وماهي المعايير التي تضبط هذا التفاعل؟ إخوتي قراء صحيفة الخرج اليوم إنّ أول ما يجب استدراكه أنّ الإسلام نهج حياة الفرد المسلم الذي لابد أن يشكل أساس لصياغة معايير تعاملاته في الحياة ولا يمكن التخلي عنه بأي حجة, أو الخضوع لأي عاطفة تتعارض معه. كما أن الأطر الإسلامية تنظم هذه التعاملات والعلاقات بين الجنسين وتضع الخطوط الحمراء التي لا ينبغي تجاوزها, فمن أبرز هذه الآداب أمر الله لنساء النبي عليه الصلاة والسلام وهنّ أمهات المؤمنين وأطهر النساء وأبعدهن عن مواضع الفتن ، ونساء الأمة تبع لهنّ في ذلك، فقال تعالى (فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَض) الأحزاب/32 . وهنا يحذرنا العليم بما في النفوس البشرية وما جبلت عليه من الخضوع الذي يتخذ عدة أشكال أشدها وأخطرها الخضوع بالقول لأنه مدخل إلى باقي الأنواع ولما يترتب عليه من تداعيات شتى. و لنشاهد سويا مشهدا استغله البعض من مرتادي المنتديات ذات الرؤية والرسالة السامية لتحويلها عن هدفها الايجابي وغرس بذور الشر من خلال اللعب أو المرح البرئ والجمع بين المرأة والرجل في مواقف افتراضية كفندق أو مطعم أو سفينة وغيرها أو اختيار احد الأعضاء أو ترشيحه للجلوس مع الطرف الآخر أو تبادل الحديث معه عن بعض الأمور الشخصية في مشهد يحطم الحواجز بين الجنسين ويختلط فيه الحابل بالنابل والحق بالباطل خلف ستار الأسماء المستعارة متناسين الرقابة الذاتية والمسئولية الفردية نحو حماية تعاليم الإسلام بل والتطبيق الفعلي لشرع الله . أخي الكريم ما أعظمك حينما تجسد الرجل المسلم الذي يغار على نساء المسلمين, ومهما هبت رياح الشهوات فتصدى لها بقوة إيمانك. أختي الكريمة حافظي على ذلك النموذج الإسلامي الأروع بين نساء العالم الذي يشكل تلك المرأة المسلمة المتمسكة بدينها والمعتزة بحجابها بل والمترفعة بقلمها عن كل رذيلة في هذا العصر الرقمي, فالمرأة المسلمة الحقة جذورها أصيلة ثابتة رغم عواصف الزمان والمكان. ولنحذر كل الحذر من أن تكون أقلامنا سببا للهاوية...فأهدافنا تزينها أطر الشارع جل شأنه, ولنضع أمام أعيننا: فلا تكتب بكفك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه