أهم مايقدّمه التعليم الجامعي للطلاب هو استقلالية التفكير وحريّة الإرادة في اتخاذ القرارات، إضافة إلى التحصيل العلمي الذي يدعم النضج النفسي والعقلي، مما يهيئ الطالب لمواجهة الحياة العملية وتكوين رؤية شمولية للعالم تساعد على التعامل مع المتغيرات بطريقة واعية ومسؤولة. وهذه النظرة المثالية قد لا تتفق مع الواقع الذي يعيشه عدد من الطلاب في جامعاتنا، إذ يلاحظ على بعضهم أنه يعيش وفق منظومة نفسية مهزومة تجعله لايؤمن بقدراته ويشك دومًا بمواقفه ويتردد في المبادرة لأي شيء جديد، ويرتكن على المألوف والمجرّب الذي لامغامرة فيه. زد على ذلك أن بعض الطلاب يتجرع أصنافًا من التعدي النفسي على شخصه ابتداء من ذاته وممن يتعامل معهم كأعضاء هيئة التدريس وخاصة ممن يبدو أنهم لايكترثون بمسؤوليتهم الأكاديمية. وعلى أي حال، فإن مشكلة التعدي على الطالب باللفظ الجارح، و((الظلم)) الذي نعاني منه كثيرا في حرمان الطالب من حقه من الدرجات وذلك لغياب الرقابه على عضو هيئة التدريس وغياب الرقابة الذاتيه لديهم . فيظطر الطالب حينها ان يلتزم الصمت ولايخبر المسؤولين في الجامعة عن تعديات أستاذه فإنه بهذا يحرم نفسه من فرصة عادلة يمكن له أن يحصل عليها ليأخذ حقه المشروع، لماذا هذا التسلط !! ارجو اعادة النظر في هذا وإضافة إلى أن هذا السكوت السلبي يجعل عضو هيئة التدريس المعتدي يتمادى أكثر فأكثر مع طلاب آخرين ولسنوات عديدة دون رقيب ولاحسيب. هذه المشكلة لاتضر بالطلاب فحسب، بل كذلك تؤذي سمعة الجامعة التي تطمح إلى استقبال عناصر إيجابية في بيئتها سواء كانوا أعضاء هيئة تدريس أو إداريين أو باحثين وطلاب. كما يلاحظ أن الطالب الذي اعتاد على قبول الخطأ والرضا بالهوان، سوف يمارس هذا السلوك في المستقبل مع أسرته ومع زملائه في العمل ومع طلابه لو صار معلمًا. والواقع أن أكثر الطلاب يرون عضو هيئة التدريس على أنه مطلق الحرية في كل شيء، ويعتقدون أنه قادر على أن يخسف بهم الأرض أو يرفعهم إلى أعلى عليين بكل بساطة ودون تبرير. فلو اشتكى طالب، قام زملاؤه ضدّه وسارعوا بالتقليل من قيمة شكواه، ليس إلا خوفًا من انتقام مفترض يمكن أن يقوم به عضو هيئة التدريس منهم. والحقيقة أن هذه المعلومات تشرح لنا لماذا يقبل بعض الطلاب المهانة والاعتداء النفسي ويرضى بالظلم دون أن يصرح أحد بمشكلته مع المسؤولين مثل رؤساء الأقسام والعمداء والوكلاء وإدارة الجامعة التي تشمل اهتماماتها أمورًا أكاديمية وقانونية وإدارية. جدير بالذكر، أن الطالب الجامعي وعضو هيئة التدريس بحاجة ماسة إلى التثقيف بخصوص حقوقهما في الجامعة وحدود العلاقة بين الطالب ،وعضو هيئة التدريس، ومفهوم المهنية في العمل، ومعنى الاعتداء النفسي .. وما هي الألفاظ غير المقبولة والتصرفات التي لاتسمح بها قوانين الجامعة. إن رقي مستوى الطالب الجامعي ينعكس بشكل مباشر على مستوى عضو هيئة التدريس وعلى الجامعة .. هذا إلى جانب أنه من غير المجدي أن يتخرج الطالب وهو لايثق بنفسه أو قدراته حتى إن الكثير من الطلاب لايجد الشجاعة الكافية للحديث أمام الجمهور أو سؤال المحاضر بصوت عال وواضح والتعامل بحرفية مع الزملاء وأعضاء هيئة التدرس واحترام الآخرين فكريًا وسلوكيًا ومراعاة مشاعر الآخرين وعدم إهانة الناس والعمل بإيجابية وإبداع. يقول أحد الطلاب إنه كان في ندوة علمية في أحد الأقسام العلمية في الجامعة وكان يشارك بالرأي والاستفسارات إلى جانب الباحثين وأعضاء هيئة التدريس، فسأله أحد الحضور بعد الاجتماع إن كان قد درس في الخارج لأن طريقته في السؤال، وثقته في نفسه غير مألوفتين بين طلاب الجامعات السعودية . وهذا يوضح أن مستوى التوقّع الافتراضي من الطلاب السعوديين هو أنهم أقل من المشاركة والتفاعل في الموضوعات العلمية، وهو افتراض مأخوذ من الواقع الذي يعيشه الطلاب. والسؤال هو: هل طلابنا هم فعلاً بهذا الضعف والخمول، وأنه لايمكن تطويرهم وتغيير قناعاتهم نحو التفكير الحر والنقد الإبداعي؟ ان استمر الحال كذلك فهذه كارثة لذا اوجه خطابي هذا للمسؤلين لإعادة النظر في اللوائح التعليميه و دمتم بود .. ايمان