ليس عيباً أن تكون ذا هم ولكن العيب أن يسيطر عليك هذا الهم فتبقى أسيراً له فيؤول بك الأمر إلى أن تفقد توازنك تجاه نفسك وتجاه غيرك وحتى لا ينتهي بك الأمر إلى نفق مظلم تخسر بعده نفسك ويخسرك الآخرون عليك أن تتعامل مع الهم بروح رياضية وأن تقضي على الهم في مهده من خلال عمل جريء عنوانه المكاشفة ومع من ،مع الطرف الآخر لتبصر بعد هذه الخطوة الأمر بعين صائبة ونفس راضية وإن لم تفعل فما عليك إلا أن تتذكر حالك وحال من تتعامل معهم الذين يبثون لك همومهم وتبث لهم همومك مع العلم أنك لست طرفا في همومهم وهم أيضا ليسوا طرفافي همومك ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل تتضاعف همومك وهمومهم لأن كلاً منكم يتعاطف مع هم الآخر فيعيش وكأنه جزء لا يتجزأ من همه، كثيرا ما نسمع زوجاً يتألم من معاملة زوجته وزوحة تتوجع من ظلم زوجها وآباء يشكون عقوق أولادهم وأولاداً يشكون قسوة أبائهم ورؤساء دوائر يتهمون العاملين معهم وموظفين يتذمرون من تسلط رؤسائهم وجيراناً يتخاصمون مع جيرانهم وأرحاماً يهجرون أرحامهم ومرضى يتألمون من تغطرس أطبائهم وأطباءاً يتجرعون إساءات مرضاهم وهذه الشكاوى لاتقدم ولاتؤخر إن لم تكن مع صاحب الشأن وحتى لا نزيد القارئ هموماً مع همومه ياليت كل مهموم ومهمومة يبوح كل واحد منهما بهمومه للطرف الذي يتعامل معه فمثلاقبل أن يقدم الزوج على الطلاق وفي المقابل تزغرد الزوجة لخبرالفراق كل هذا نتيجةالفجوة العظيمة التي أوجدتها الهموم المحبوسة فالزوج يريدحقوقه والزوجة تريدحقوقها ولكن الجهل أحياناً والتعالي أحياناً والتمرد أحياناً والتحدي أحياناجميعها كونت سداً منيعاً يحول بين المصارحة أو المكاشفة وبقي كلواحد منهما يصرخ من الداخل أريد حقوقي ولكن هيهات من يسمعه فكان الأولى بهما أن يتصارحاعند كل صغيرة وكبيرة حتى لاتتأزم الأمور عزيزي القارىء عزيزتي القارئة هل تسمحا أن نغوص سوياً في أعماق الزوجين لنتعرف على حقوقهما المهضومة التي كانت سبباً في تأزم الهموم فعاش كل كل منهما ونفسه مكلومة عفواأعزائي القراء لقد قطعت جهيزة قول كل خطيب هاهي الزوجة تحث الخطى لتختصر علينا الطريق حرصاً منها على بقاء ونقاء عش الزوجية ؛العش الذي بناه خالق السماوات والأرض ورعاه أكرم وأرحم مخلوق على وجه الأرض محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم قائلةً يا زوجي الغالي بربك ماذا تريد مني؟ فتحركت شفاه طالما همهمت وتمتمت يحبسها الوفاء وتلجمها الكبرياء زوجتي الغلية مطالبي كلها من اجل الإستقرار من أجل الصغار من أجل الحب من أجل ا لوفاء من أجل الحياة الآمنة وكان هذا الزوج قد أعد حزمةً من المطالب أملتها عليه أحلامه ،. يا زوجتي الغالية أريد دمعة تتزامن مع خروجي من المنزل وابتسامة تسابق الدخول وأن يكون تجملك وتعطرك وأصباغك من أجلي أنا يا زوجتي الغالية شاركيني تربية الأولاد وتعليمهم, يازوجتي ساعديني وساعدي أولادك على أداء الصلوات, يا زوجتي افرحي بأهلي كما تفرحين بأهلك, يا زوجتي افرحي بالضيوف وتفنني في كرامهم, يا زوجتي صارحيني دائما و احرصي على أن تعملي ما يرضي الله ليرضى عنك الجميع بما فيهم أنا, وبعد أن تنفس الصعداء قال و أنت بربك يا زوجتي ماذا تريدين مني؟ فقالت مبتسمة متغنجة يا حبيبي أريد أن تكون قريباً مني دائما, أن تسعدني بالكلمات الجميلة, أن تقلل من السهر خارج المنزل, أن تكرمني وتكرم أبناءك, أن تتواصل مع أهلي, أن لا تقسو على أولادنا, وفجأةً تلألأت الإبتسامة وعلت الضحكات معلنة عهداً جديداً تسوده المحبة ويضيئه الوئام وختاماً ما ألذ الوفاء وما أطيب الصفاء وماأجمل المكاشفة. خالد الحقباني