في أيام من حياتنا نتذكر أننا في محيط يجب أن نعيش كما يُريد لا كما نُريد ! لا زلت أتذكر موقفي في العطلة الصيفية السابقة ، كنت قد خرجت بصحبة أبناء عمي الساعة بعد منتصف الليل ، لنتأمل النجوم تحت غطاء من البرد والصقيع ، في مدينة أبها ، فتوقفنا على مطل أروع من الجمال بين الصمت والسكون والخيال استلقيت على ظهري فوق صخرة كبيرة على منحدر حاد ، وأتأمل تارة النجوم وتارة المنظر الجميل ، رأيت النجوم لها بريقا مختلفا عن كل مكان شاهدتها فيه ! هنا أراها بكثرة وبكثافة عجيبة ، منها الكبير والصغير والمتوهج والخافت والمعاند لسير الآخرين والمتطفل ! فترجمني بشهب وتخطئني ! وفجأة وإذا بإحدى الدوريات الشرطة تتوقف بجانبنا ويترجل منها هذا العسكري الذي لا يعرف معنى للجمال بل متضايق من كونه ( يعمل ) طوال الليل في أروع مكان ويريد النوم ! ، ولا يدرك قيمة ما حوله في هذا الوقت ، تفحص إثباتاتنا وشاهد رخصة السائق وقام بعملة على أكمل وجه وبعد تفتيش السيارة سألنا ماذا تفعلون هنا ؟ فقلنا له نتسامر ونتأمل النجوم ، فإذا بتلك النظرة المستاءة والتي لم أرها في أحد مطلقا تخرج من محجريه ووجهة معبرة عن امتعاضه من ( هذه العينات ) ! تساءلت حينها لماذا لا أحد _ إلا القليل _ يقدر ما الجمال والخيال ! ولا أدري إلى متى يضل تفكيرنا في الحياة متعلقا بالعمل والأسرة وجني المال ثم الممات ! يجب أن تكون حياتنا متضمنة التفكر في الحياة والاستمتاع بالجمال فيها وتطوير الذات وبناء وعمل للعقل والفكر والإبداع ، حياتنا تقليدية نمطية ! لذالك نشأ لنا جيل لا يهتم من الدنيا سوى ان يتوظف ثم يتزوج ثم ينجب أطفالا يرميهم في الحياة ثم يموت ! من غير تذوق للجمال والإبداع ، وذالك الشرطي كان أنموذجا . سادتي : فلنتنفس أكثر . يحيى آل زايد الالمعي