نظلُّ في حياتنا نفسِّرُ الأحلامَ تارة وتارةً نفسِّر الخيالا.. ونسكبُ المحال ظمأ محبّباً لنشربَ المحالا.. وربما نهيمُ في دوائر الغيوم طمعاً في نجمة وربما ننالها احتيالا وحسبنا أنا نتوق للجمال أفقاً.. محلقاً ونعشقُ الجمالا.. وحسبنا أنا نراه حولنا.. أمامنا.. وخلفنا.. لكننا في أكثر الأوقات.. لا نلقي إليه بالا لأننا.. نريده كما تريده أحلامنا.. كما يريده خيالنا كما نشاء روعة في النفس واشتعالا.. ونحن غارقون في غفلتنا وربما.. نكاد نحتسي في بحثنا السراب حسرة.. ولا نشك لحظة في أننا نجني من انشغالنا.. انشغالا.. ولا نراه يُلبس التلال حللا ولا نرى التلالا.. ويغمر الجبال هيبة بحسنه ورونقاً ولا نرى الجبالا.. ويفرش الرمال في طريقنا ناعمة.. حالمة.. ولا نرى الرمالا.. وندعي في كل مرة.. بأننا نعيش نعشق الجمالا وحسبنا أنا نظل نسكنُ العيون غفلة.. ونغمض الجفونَ رهبة ونمتطي الفراغ في نفوسنا اختيالا وكل لحظة تمرّ حولنا يمرُّ عالمٌ من الجمال.. يزدهي بالسحر.. ناطقاً وصامتاً.. حلالا وكل ما نحتاج دهشة البراءة التي توقظنا لنبصر السحاب فوقنا يروي الجبال في صقيعها ظلالا.. ونبصر الجبال.. تحتنا تسقي السهول من نميرها زلالا ونبصر السهول حولنا تهدي الحقول فتنة وزينة حتى يتيه الحسن فوقها دلالا.. ما أروع الجمال.. حولنا.. يقول: ها أنا.. تأمّلوا.. لكننا لا نبصر الجمالا.. www.saadalghamdi.com