بسم الله الرحمن الرحيم ** حسبك من ( حرفين ) قادا إلى المهالك , وربما قادا إلى رضى رب الملائك ! الظن ، ذلكم الذي اشغل الصالحين , عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يقول الله تعالى : ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) . رواه البخاري و مسلم . وهو الذي أشقى طائفة من الناس أساءت الظن بالله سبحانه ، وجعل سوء ظنهم من أبرز علامات نفاقهم وسوء طويتهم ، فقال عن المنافقين حين تركوا النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه في غزوة أحد : {وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية }(آل عمران 154). فيا لسعادة الفريق الأول ويا لشقاء الفريق الثاني . الظن عندما عشت معه وعاش معي , وجدته كالمرآة ( سيئا عندما أسيء له ولطيفا عندما ألطف به ) . فعندما وقفت ذلك الموقف من شخص أساء إلي خيل إلي ظني وأنا من صنعه أنه تقصد الإساءة ، وكان من الواجب السهل أن أتغاضى فأستريح وأسلم من دوامة ( لو ) الإبليسية !! ما ذنب من حكمت عليه حكما جائرا كان الشاهد عليه ( الظن ) . ( إن بعض الظن إثم ) , ( الظن اكذب الحديث ) فكم مرة غاب عني هذين التوجيهين الحكيمان عندما اصطحب صاحبي ( الظن ) معي ؟ . لله در الإمام ( النووي ) رحمه الله تعالى عندما قال : التمس لأخيك سبعين عذرا فإن لم تجد له عذرا فقل: لعل له عذر . رجوتك ربي أن تعفو عني زللي وسوء ظني . كتبه : أحمد العبدالله آل محسن