إن ضياع الأوقات ضياع للأعمار.. وأنت أيها الصائم إنما تتقرب إلى الله تعالى بصيامك، وجزاؤك عند الله عظيم، كما يقول الله عز وجل في الحديث القدسي: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يقول الله عز وجل الصوم لي وأنا أجزي به يدع شهوته وأكله وشربه من أجلي والصوم جنة وللصائم فرحتان فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقى ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ). (البخاري)، فلا بد أن تجعل لك من صومك وقاية تقيك وتحميك من الوقوع في الإثم، وقد أعطاك الله تعالى عينين وحباك بأذنين، فإذا جاء رمضان وصمتَ صامتْ معك هي الأخرى لأنها مسئولة ومحاسبة. قال تعالى:”إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا”(36- الإسراء). وهي إما شاهدة لك يوم القيامة أو عليك، وإن وقت رمضان محسوب عليك من أن تضيعه أمام شاشات التلفاز، وإن كان لا بد من النظر لبعض منها فلا تصرف جل وقتك فيها، بل انتق منها النافع والمفيد بلا إسراف واحذر من إطلاق بصرك فيضرك،). ولذلك فقد حمّلنا الشهر العظيم فوق ما يتحمل، وازدحمت ساعات نهاره بل ولياليه بما لا يتسع، فهذه برامج تدعوك وتناديك لتتسلى معها في النهار، وهذا مسلسل وقت الظهيرة، وذاك ساعة الإفطار، وتلك فوازير بعده، وهذا برنامج كوميدي لنضحك، وهذا وهذا .. والصائم أمام كل ذلك يقف متحيرا لا يدري ماذا يفعل وماذا يرى وماذا يترك، لقد اختلطت المفاهيم عليه وكثرت أمامه المغريات وهي تدعوه ليتجرد من صيامه! فيصبح الصائم في صراع عنيف مع نفسه ومع من حوله وتشتد عليه الوساوس التي لا يستطيع الفكاك منها إلا من رحم ربي، وكان الله في عون شبابنا وفتياتنا. واخيراً تلك المقاهي مقاهي الإنترنت التي صارت منتشرة بشكل كبير في كل مكان وهذا لا بأس به فواجبنا نحو العلم كبير لكن المشكلة هي عدم ترشيد استعمالها وتحديد ما يجوز منها وما لا يجوز، ولا يخفى ما فيها من مواقع قد تذهب بدين الفتى ومروءته، ولا يليق لمسلم فضلا عن صائم أن يحدث نفسه بالدخول إليها، وقد يمتد الجلوس فيها حتى السحور وربما الفجر، أين روادها من عمارة المساجد ومن قوله تعالى:”إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين” (18- التوبة).. فيا ايها الشباب الاتحبون ان تكونوا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات، حتى ينالوا بشارة القرب من مولاهم وملكهم العظيم كما جاء في الحديث القدسي الذي يقول الله تعالى فيه:”أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة”. ان شهر رمضان منحة من الله لعباده ونفحة من نفحاته جل في علاه ومحك للصبر والتشمير في طاعة الله ورضوانه فيا باغي الخير اقبل وما عدا ذلك يعد لهوا وعبثا فنسأل الله ان يصحح مفاهيمنا ونعرف قيمة شهرنا عبدالرحمن عبدالحفيظ منشي-رابغ