في وقتنا الحالي .. لا أدرى ماذا أصاب الناس ..؟ إن قابلت قريبا لك تجده يشكو .. وإن قابلت صديقك وجدته متألما .. وإن التقيت بجارك وجدته متضايقا .. وإن ركبت سيارتك وأوقفتك الإشارة الحمراء .. وتلفت حولك فلن تجد من يبتسم .. وسترى ( تكشيرة ) تكسو وجوه الغالبية .. بل وهناك من يحدث نفسه دون أن يشعر .. وأسأل نفسى .. إلى هذا الحد وصلت بنا الأمور؟ .. لا حول ولا قوة إلا بالله .. أهى مشاغل الحياة ؟ أم صعوبات اجتماعية تعترض الكثير من الناس .. ولا أريد أن أقول صعوبات مالية .. لأن هناك من يملكونها بكثرة ويتوهمون أنهم قادرين على شراء كل شيء خاصة في مجال الصحة والسعادة .. ولكنهم يفشلون لأنهم باسلوبهم يحصلون على الشقاء والتعاسة .. وهؤلاء أيضا يحدثون أنفسهم لأن هناك مشاكل .. نعم هناك مشاكل .. مشاكل في العمل ومشاكل في البيوت .. ومشاكل قد تكون بسبب تدخل أحد الوالدين .. ومشاكل قد تكون بسبب تصرف معين من قبل الزوج أو الزوجة أو أحد الأبناء .. ولو عدنا بالذاكرة لسنوات مضت ..قطعا سنتذكر أو نسمع من كبارنا .. أنها كانت حلوة المذاق جميلة المعانى .. جمالها مستمد من البساطة التى كان يعيشها أهل زمان .. البساطة في الكلمة وفي التعامل المحاط بالوفاء والإخلاص والصدق والحب الكبير .. أهل زمان .. إذا تحدث الواحد منهم لصديقه مثلا ، يشعر أن قلبه كبير يتسع لكل مايقوله الناس .. فهو يسمع بهدوء وابتسامة تذيب الجليد وتجفف الدموع وتريح القلوب المتألمة .. كان بينهم ترابط .. في أي مكان تتواجد فيه تشعر أن الجميع أهلك وأصدقائك .. يفرحون لفرحك ويحزنون لما يضايقك .. كان الكبير كلمته مسموعة.. ويكون بمثابة الدرع الذى يحتمى به المظلوم بعد الله وشجاعا يقول الحق ولا يخشى إلا الله .. إن حدث صدق وإن وعد نفذ وعده بصدق .. إن دخلت عليه تحترمه لشخصه ولا تحترم الكرسى الذى يجلس عليه أو المنصب الذى يشغله .. لأنه يعلم ان الدنيا فانية وأنها تدور .. وهو ذاهب لا محالة .. والكرسى باق وسيأتى غيره يجلس عليه .. لذلك لابد أن يترك سمعة وذكرى طيبة .. أهل زمان عاشوا الحياة بحلاوتها وجمال طبيعتها لأن رصيدهم كان الحب الذى يملأ القلب .. كانوا كبارا في تصرفاتهم حتى الصغير في العمر منهم .. كان شعارهم أن العمل الكبير هو الذى يرفعهم والمنصب الكبير لا يرفعهم .. فقط يزيدهم تواضعا .. أتدرون لماذا ..؟ لأنهم كانوا مؤمنين بالله ورسوله صلي الله عليه وسلم .. وهذا هو أهم فارق بيننا وبينهم ....!! الآن الناس أغلبهم عابثون .. مختلفون .. يحبونك لمصلحة شخصية أو لكثرة أموالك أو لمركزك المرموق .. فإن ذهبت تخلوا عنك ..فيهم نفاق وفيهم حسد وفيهم حقد والعياذ بالله .. إن صادفك أحدهم يحاول الإبتعاد عنك حتى لا يرمى سلام الله عليك .. فهو ليس في حاجتك .. أقرب الأقارب لا يسأل عنك إلا إذا احتاج خدمة معينة منك .. والويل لك لو لم تنجزها بأسرع وقت ممكن .. وإن كنت طيب القلب وفيك صفات أهل زمان وتعاملت مع من حولك بحب وصدق وحاولت ان ترفعهم فوق رأسك .. اتهموك ( ...... ) وأطلقوا الاشاعات حولك .. لأن قلبك أبيض وقلوبهم سوداء .. لأن فيهم حسد وفيهم غيرة وفيهم قلة إيمان ..... والإيمان يصنع الأقوياء .. لذلك فهم ضعفاء .. ضعفاء في عقولهم وقلوبهم ولذلك فهم ... مرضى ..!! إننى حزين على ماأراه اليوم من الكثيرين وسيظل حزنى مستمرا وقائما طالما هناك نكران .. وطالما هناك قيم ومباديء ندفنها تحت التراب وندوس عليها .. وطالما هناك من يبتعد ويدير لك ظهره إذا مددت يدك له .. إننى لست متشائما ولن أكون يوما كذلك .. فالأمل موجود والأبواب مفتوحة والدنيا مازالت بخير وفيها الناس الطيبون الذين يعطون أكثر مما يأخذون ... ولكنهم مثل العملات النادرة . الحل من وجهة نظرى المتواضعة .. حتى نعود ونعيش تصرفات كبارنا وقديمنا الغالي .. هو أن نبتسم .. ويوم نبتسم سوف نحب ويوم نحب سنعرف الله .. والذين يعرفون الله لم ولن يعرفوا الحقد والحسد والجفاء والظلم .. وان قلوبهم ستكون ......................... عامرة بالحب فقط .... ماذا تنتظرون .. ؟ هيا نبتسم ..!! أخوكم في الله مشعل بن فهد المطيويع