كثيراً ما تصادفنا في حياتنا اليومية أنماط مختلفة من البشر فنحب بعضهم.. ونمقت البعض الآخر دون أن يكون هناك سابق (معرفة) أو (علاقة)!! إلا أن السبب الأساسي في هذا (المقت) أو الحب يرجع لنوعية البشر الذين نقابلهم.. ففيهم من يدعوك لمائدة الحب بسلوكهم المتسم بالوعي والحضارة.. وفيهم من يلفظك بأسلوبه الفظ ووجهه المتجهم الذي لا يعرف طريق الابتسامة. نسأل الله السلامة من أمثال هذه الوجوه العابسة.. لقد قابلت في حياتي كل هذه لأنواع المتعددة من البشر.. فقادني الحب لذلك الوجه المرتسم بالبشاشة.. كما فررت من وجه طفت عليهم أخاديد الكآبة والغضب.. ونجوت بجلدي من أولئك الذين لا تتسع قلوبهم للحب حيث تتطاير الشظايا من عيونهم!! إن (الابتسامة) هي مفتاح القلوب المغلقة.. وعن طريقها تتسع دائرة المودة.. وتنساب العلاقات كالجدول الرقراق.. فتطمئن القلوب.. وترتاح الأنفس من كل المشاوير المقتبسة.. فنعانق النجوم من فرط الغبطة والحبور.. فلماذا نغلق أبواب الحب؟. ولماذا لم تترك تلك الأبواب مفتوحة ليدخلها كل الناس؟!! وماذا سيصيبنا من عناء عندما تكون قلوبنا موائد يجتمع فيها كل من سعى اليها؟!! اننا اذا فتحنا هذه القلوب المغلقة سنرسم في لوحة الدنى أهازيج الفرح.. وسنقيم (المودة) في كل مكان وبالتالي سيعم الصفاء وستنتهي الاحقاد.. والضغائن من وجودنا!! ان الابتسامة في وجه أخيك صدقة.. وهي لا تكلفنا (المال) ولا (الجهد) .. بل هي في غاية السهولة ولكنها تحمل الكثير من المعاني.. لا تدانيها كل مقتنيات العالم.. فلماذا لا نبتسم حتى نزرع الفرح في تلك القلوب المكلومة؟ ولماذا نتجهم أمام الآخرين مع انهم لا يريدون منا أي شيء؟ وحتى ان كانت لهم غاية منا فلماذا لا يكون الرد بابتسامة حتى لو كنا عاجزين عن تحقيق الغاية!! قلت بانني قابلت في حياتي الكثير من تلك الأنماط البشرية.. ولكن هناك عددا منهم ما يزال يسكن في خاطري ولا يبارحها فهي في سماء مازالت راسخة في الذاكرة بالرغم من كثرتها.. وذلك لأنهم وبسلوكهم الحضاري ارغموا ذاكرتي بالاحتفاط بهم.. وباسمائهم.. وبشمائلهم مع أن مقابلتي مع عدد منهم لم تتعد الساعات ولكنهم كانوا في غاية الذوق الرفيع!! وبالرغم من تعدد الأسماء فهناك شخص مازلت أذكره.. وسأذكره الى الابد وليسمح لي لانه وبالرغم من حساسية منصبه فهو آخ لكل من يقصده.. يتعامل مع العاملين معه بأسلوب يتسم بتواضع العلماء.. ويتعامل مع الاثنين في (مكانه)!! لا يرد للقاصد طلبا لا اذا كان عاجزاً عن تحقيقه أو كان هذا (الطلب) فوق القانون!! يحب الناس كل الناس.. فتراه في خدمة الجميع.. لا صغير عنده ولا كبير .. فالناس لديه سواسية.. انه نموذج رائع لانسان هذا البلد الطيب يعطي ولا يأخذ .. ويمنحك العطاء بكل أدب وذوق انه المهندس طلعت قاسم موصلي المستشار الفني بمجموعة بن لادن السعودية، هذا نموذج رائع عن بعض الكنوز من الرجال الذين يعملون في صمت من أجل خدمة الوطن والانسانية جمعاء وهناك نماذج أخرى سوف نوافي الجريدةعنهم كلما سنحت الفرصة. الحكمة: من فتح باب الدعاء فتحت له أبواب الاجابة .