ربما يكون باعتقادك بأن النجاح لا يتعلق إلا بالكسب المادي ، أو ربما تشعر بأنك لن تكون ناجحاً إلا إذا كنت في أعلى القمة ، ولكن لابد أن تعرف أن النجاح يشتمل على ما هو أكثر من ذلك بكثير أكثر من المال أو المكانة المرموقة ، أن النجاح ليس في وفرة المال وإن كان مطلوباً ،وليس في الشهرة وإن كانت غاية ، وليس في الأولاد مع أنهم قرة عين . أن سر النجاح يكمن في داخل كل شخص في أعماق النفس البشرية فهو شيء معنوي لا يرى ولا تحتويه الخزائن ولا يشترى بالمال وأعلم أن أضخم معارك الحياة تدور في أعماق نفسك وسر التغيير وسر النجاح بلا حدود أن تنجح من الداخل وتتغير من الداخل ، كما قال تعالى (( أن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)) ، فالنجاح يعني التمتع بقصص نجاح متوازنة على جميع مستويات حياتك وفي جميع المجالات نظراً لأنه منظومة متكاملة من الحلقات المتصلة بعضها البعض . أن النجاح يشمل مجالات الحياة المختلفة ، فليس من الممكن أن تعد ناجحاً في علاقاتك مع الأصدقاء وحياتك العملية ( العمل ) مهملة ، وليس من الممكن أيضاً أن تعد ناجحاً في حياتك العملية وبيتك ممزق ، وليس من الممكن أن تعتبر ناجحاً مادياً في جانب والخواء الروحي والزاد الرباني بعيدً عنك ، وطبعاً هذا لن ينبع إلا بالتخطيط السليم لأن التخطيط للمستقبل ووضع رسالة وأهداف واضحة ومحددة يساعد على النجاح ، ويرى علماء النفس أن الأشخاص الذين لايحملون رسالة أو لاتوجد لديهم أهداف محددة وواضحة في حياتهم يكونون عرضة للمشاكل والصدمات النفسية والاجتماعية . وحتى يسعى كل شخص منا إلى وضع الخطط وتحديد الرسالة التي تخصه ويسعى للوصول إلى تحقيق أهدافه التي رسمها وبالتالي يصل إلى النجاح الذي يطمح له فيجب عليه أن يكون بالدرجة الأولى مستقراً في وظيفته وكذلك مع عائلته و في علاقته الاجتماعية بالإضافة إلى إستقراره في أحواله المادية لأن الاستقرار يولد النمو فمن المستحيل أن ترسم خططك المستقبلية وتحدد أهدافك دون أن تكون مستقراً في كافة أمورك . ولن تستطيع الوصول إلى الاستقرار دون أن تسعى جاهداً للحصول عليه فعليك أن تسعى قدر المستطاع إلى تحسين علاقاتك أولاً مع الخالق سبحانه وتعالى حيث قال في كتابه الكريم (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب )) ومن ثم التمسك بوظيفتك والمحافظة على عملك والسعي لتحسين علاقاتك الأسرية والاجتماعية والمحافظة على أمورك المادية في أفضل حال حيث قال تعالى (( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً)) فجميع هذه العوامل هي أساس الاستقرار للوصول إلى النجاح الذي تسعى له بعد التخطيط السليم بأذن الله . حظاً سعيداً وموفقاً،،،، مدير الموارد البشرية والشؤون الإدارية (m.v.p.i) خالد بن محمد الخميس