لاعاقل ينكر من أن التبذير بجميع أشكاله وأنواعه ذو نتائج وخيمة على الفرد والأسرة والمجتمع بل وعلى العالم بأسره، ومن الصعب حصر أشكاله وأنواعه في عصر طغت فيه الماديات على الأخلاقيات، ولو قامت مجموعة متخصصة بدراسة بعض أشكال وأنواع التبذير فقط الذي رضي أو قبل به بعض شرائح المجتمع وتمارسه بحكم العادة أو التسلية أو العبث لتم حصر أضراره الوخيمة وقد يتضمن منها الأضرار التالية: 1- الخسائر المادية التي بالامكان تلافيها وصرفها بما يعود بالنفع للأسرة والمجتمع. 2- الأضرار الحتمية من جراء تلويث البيئة وأثر ذلك على الإنسان والحيوان والنبات وما يترتب على ذلك من أضرار صحية ونفسية بل ومادية. 3- إضاعة الوقت والجهد وإرهاق الأفكار الفاعلة نتيجة ممارسة أنواع وأشكال التبذير بدلاً من تسخير تلك القوى فيما يطور المجتمع مادياً وعلمياً وأخلاقياً. وكما ذكرنا بأنه يستحيل حصر أشكال وأنواع التبذير إلا انه قد يكون منها الآتي: 1- ممارسة الألعاب النارية ذات الأحجام الضخمة التي في باطنها الأضرار الجسيمة التي لا حصر لها. 2- المبالغة في الاسراف باستخدام الطاقة الكهربائية والالكترونية وأي من مشتقات البترول (كالوقود بأنواعه). 3- البذخ في التكلفة بإعداد الولائم في المناسبات وما يترتب عليها من خسائر (فطعام الواحد يكفي لثلاثة). إننا بحاجة ماسة إلى التكاتف من أجل نبذ التبذير بجميع أشكاله وصوره ووضع برامج تربوية من خلال التدريس ووسائل الاتصالات لتوعية المواطن وحثه على تجنب التبذير لتلافي الأضرار الناتجة من ممارسة أشكاله وأنواعه من أجل تكوين مجتمع اقتصادي يحافظ على ثرواته وممتلكاته وضمان لبيئة نظيفة خالية من الأوبئة والأمراض، يقول تعالى (ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً) ويقول: (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا) ومعلم البشرية يقول «لا تسرف ولو كنت على نهر جار». أرجو أن نكون يداً واحدة في تفتيت التبذير بجميع صوره وأشكاله لتلافي نتائجه الوخيمة هذا والسلام ختام. * لواء متقاعد