فهد عامر الأحمدي هل تذكرون أسبوع الشجرة!؟.. هل تعرفون لماذا اختفى - أو بالأحرى - لماذا فشل؟.. هل يخبرني أحد كيف نجحت أثيوبيا خلال عام في غرس 700مليون شجرة؛ في حين فشلنا نحن في تحقيق عُشر هذا الرقم خلال عشرة أعوام!؟ حتى نسمع اجابات شافية أفترض أنه فشل لأنه مجرد "أسبوع" وليس "أولية" تستمر طوال العام.. فشل لأنه "مناسبة رسمية" وليس ثقافة شعبية أو قناعة جماعية.. فشل لأننا بطبيعتنا ندور في حلقات مفرغة ما نزرعه اليوم نقتلعه غدا!! ... والمفارقة أننا أكثر منطقة في العالم تحتاج الى تشجير أو على الأقل الحفاظ على ما يتوفر لديها من غطاء أخضر ضعيف.. ومع هذا تجدنا نقتلع بسهولة أي شجرة اقتضى نموها عشرة - أو عشرين عاما - لمجرد حجبها نافذة المنزل.. نحرق أي شجرة صمدت لقرون في صحراء جافة قاحلة لمجرد (كشتة بر).. وبدل أن نوفر القليل ونزرع البديل نبني المزيد من مكعبات الاسمنت وطرق الإسفلت - ونوسع دائرتنا الصحراوية بحثا عن المزيد من "الحطب"! وبالتأكيد لستم بحاجة لسماع محاضرة عن أهمية الشجرة ومنافع التشجير - وبالتالي - سأتجاوز هذه النقطة وأخبركم عما حدث في بقية العالم.. ففي عام 2007فقط زرع العالم (مليار شجرة جديدة) 700مليون منها في أثيوبيا و 217مليوناً في المكسيك و 150مليوناً في تركيا و 80مليوناً في اندونيسيا... وهذه الأرقام تأتي ضمن حملة للأمم المتحدة لزرع "مليار" شجرة في العام لمواجهة التصحر والجفاف وارتفاع حرارة الكوكب.. وأمكن تحقيق هذا الهدف قبل نهاية السنة بشهرين بفضل مشاركة المواطنين العاديين من كل بلد (.. وفي حين لم نسمع نحن بالموضوع أصلا تمكن شاب أندونوسي من زرع 7400شجرة في يوم واحد بجزيرة سومطرة)! والمشاركة الجماعية - لمواطني العالم - تفسر انتهاء حملة التشجير في وقت قياسي.. كما تثبت أن نجاح حملات التشجير يعتمد على المبادرة الفردية والمشاركة الجماهيرية وخلق ثقافة شعبية واعية (كون المبادرات الرسمية مؤقتة بطبيعتها وتنتهي بذهاب كاميرة التلفزيون)! .. وهناك أمثلة كثيرة تثبت إمكانية تحقيق "أرقام قياسية" في حال تنظيم حملات شعبية يشارك بها كافة المواطنين.. فالصين مثلا زرعت سورا من الأشجار الخضراء لحماية حدودها الشمالية من التصحر وهبوب العواصف الرملية. ورغم أنه يمتد لأكثر من خمسة آلاف كلم إلا أنه أنجز خلال عامين بفضل تكفل كل فرد بزرع خمس شجرات في الموقع.. وفي عام 1998زرع المواطنون في مدينة ساهارا الهندية 125ألف شجرة خلال أسبوع بعد مهرجان شعبي نظم لهذا الغرض.. وفي مدينة كيلونا (في مقاطعة كولومبيا الكندية) أخذ المواطنون إجازة ليوم واحد زرعوا خلاله 134ألف شجرة.. أما الرقم القياسي للفرد فيحتفظ به الكندي كن شابلن الذي زرع 15.170شجرة في يوم واحد في مقاطعة ساسكاتشيوان عام . 2001.وفي حال ( عملنا مثلهم ) يمكننا زرع 100مليون شجرة في العام - إذا تكفل كل مواطن بزرع خمس أشجار في السنة.. ورغم أننا نعيش في بلد يعاني من شح المياه إلا أنه يمكننا (بقليل من أعمال السباكة المبتكرة) تحويل مياه المطبخ لسقي أشجار المنزل، ومياه المسجد لسقي أشجار الحي، ومياه المسابح والاستراحات والصرف الصحي لإنشاء حزام أخضر يحيط بالرياض أو جدة والدمام!! وحتى يرزقنا الله بسباك مخلص أتساءل عن قدرتنا على الاستمرار بدون غطاء نباتي!؟