بمناسبة مرور 20 عاما على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين موسكووالرياض أبرز كل المشاركين في الندوة بمناسبة مرور 20 عاما على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين موسكووالرياض التي عقدت يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني في معهد موسكو للعلاقات الدولية بمبادرة من سفارة المملكة العربية السعودية في موسكو، ابرزوا وحدة مواقف روسيا والسعودية من قضايا النظام العالمي واسهامهما المشترك في تسوية النزاع في الشرق الاوسط وحل قضية الحفاظ على الاستقرار السياسي والاقتصادي في العالم. وحضر الندوة الكسندر سلطانوف نائب وزير الخارجية الروسي وعدد من اعضاء مجلس الاتحاد الروسي واعضاء السلك الدبلوماسي العربي والمستشرقون الروس. وقال سلطانوف ان تبادل الزيارات على المستوى الاعلى منح العلاقات الثنائية زخما جديا. وابرز في هذا السياق الزيارة التي قام بها رئيس روسيا انذاك فلاديمير بوتين الى الرياض في فبراير/شباط عام 2007 والزيارة الجوابية التي قام بها لموسكو ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز. وقد توصل البلدان على مدى السنوات العشرين الماضية الى المستوى العالي للتفاهم في الكثير من القضايا السياسية. واشار نائب وزير الخارجية الروسي الى ان مهمة المستقبل لا تنحصر في تعزيز العلاقات السياسية فحسب بل وتطوير التعاون الاقتصادي والعلمي والتكنولوجي وانجاز المشاريع في هذا المضمار. وقد اعرب غيره من المشاركين في الندوة عن اراء كهذه مبرزين الدور الذي لعبته المملكة العربية السعودية في حصول روسيا على عضوية المراقب لدى منظمة المؤتمر الاسلامي، وكذلك فيما يتعلق بالمواقف الجديدة التي اتخذتها الدول العربية من قضية الشيشان. وقد اعرب الجانب الروسي عن شكره للعربية السعودية على مساعدة المسلمين الروس في قيامهم باداء فريضة الحج لمكة المكرمة. وقال إلياس اوماخانوف نائب رئيس لجنة مجلس الاتحاد للشؤون الدولية، المفوض في شؤون الحج لدى حكومة روسيا الاتحادية ان استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين مكن المسلمين الروس من اطفاء الظمأ الروحي، واعاد الى الاذهان ان 900 مسلم فقط من كافة انحاء الاتحاد السوفيتي السابق اتيحت لهم في الفترة ما بين عام 1945 وعام 1990 الفرصة لاداء فرائض الحج. فيما يقوم في الاونة الاخيرة ما يربو على 20 الف مسلم من روسيا وحدها بالحج كل سنة. واعاد المستشرقان المعروفان اليكسي فاسيليف مدير معهد افريقيا لدى اكاديمية العلوم الروسية وفيتالي نعومكين مديرمعهد الاستشراق لدى اكاديمية العلوم الروسية، اعادا في كلمتهما الى اذهان الحضور صفحات ساطعة لماضي العلاقات بين البلدين، علما ان الاتحاد السوفيتي اصبح اول دولة غير عربية اعترفت بالمملكة السعودية واقامت العلاقات الدبلوماسية معها في فبراير/شباط عام 1926. وبحسب قول نعومكين فان موسكو كانت مصدرا قويا لدعم العربية السعودية في ممارستها للسياسة المستقلة عن الدول الاستعمارية. واشار فاسيليف من جهته الى ان استئناف العلاقات بين البلدين عام 1990 اصبح حدثا بارزا للنظام الجديد في العلاقات الدولية الذي بات يتشكل في السنوات الاخيرة. واعاد السيد علي بن حسن جعفر سفير المملكة العربية السعودية لدى روسيا الاتحادية في كلمته الختامية الى الاذهان التعاون في شتى المجالات بين موسكووالرياض وابرز بصورة خاصة التعاون في مجال مكافحة الارهاب الدولي. واعرب السيد السفير السعودي- شانه شأن غيره من المشاركين - عن أمله بنجاح التعاون اللاحق بين البلدين وتمنى بان يحرز الكثير من النتائج الجديدة بعد مرور 20 سنة اخرى.