سمو وزير الخارجية يحذر من أن السودان مقبل على مرحلة تهدد بانفصال جزء منه أكد وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل أ ن السودان وهو أكبر دولة عربية مقبل على مرحلة مفصلية في تاريخه تهدد بانفصال جزء منه "الأمر الذي يحتم السعي لتخطى أية مخاطر قد يتعرض لها نتيجة لذلك وفي تقدير المملكة أن التعامل مع هذا الوضع يكمن في ضمان نزاهة الاستفتاء المرتقب لجنوب السودان وعدم ممارسة أية ضغوط قد تؤدى إلى نتائج لا تحمد عقباها". وقال الفيصل خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره الإيطالي فرانكو فراتيني في الرياض أمس "إنه لمن التناقضات الكبرى أن يكون الاستفتاء سببا لإشعال الحرب، فما هو الهدف من الاستفتاء إذا لم يكن سببا في منع القتال؟ وإلا فإنه لن يكون قد أدى إلى الحل وهو ما نخشاه، فالإجراءات الدولية التي تفرض على أوضاع داخلية لدولة ما يجب أن تراعي مصلحة هذه الدولة". وحول الوضع اللبناني قال الفيصل "إن الاهتمام المشترك ينصب على أمنه واستقراره وسلامته الإقليمية التي يظل تحقيقها مرهونا بيد القيادات اللبنانية أولا وأخيرا واستشعارهم لمسؤولياتهم التاريخية وتغليب مصلحة لبنان على ما عداها من مصالح حزبية ضيقة"، مطالبا كافة الأطراف بضبط النفس والاستجابة للجهود المخلصة من الرئيس ميشال سليمان والجلوس على طاولة الحوار لحل المشكلات القائمة وفق أسس دستورية وبعيدا عن لغة التوتر والتصعيد. وفيما يخص الملف العراقي استنكرت السعودية على لسان الفيصل الهجمات التي شهدها العراق مؤخرا ونجم عنها إزهاق العديد من الأرواح البريئة وانتهاك دور العبادة. وبين أن الاتصالات مستمرة بين الحكومة السعودية وجامعة الدول العربية لتقييم قبول القيادات العراقية بمبادرة خادم الحرمين الشريفين والتي قام خلالها بدعوتهم إلى الرياض. وأشار إلى أن السلطات العراقية مشغولة في الحوار ضمن مبادرة أربيل وأنه لا يعتقد أن تكون هناك خطوات قبل انتهاء هذه الحوارات. وأكد الفيصل أن جهود الوساطة التي كانت تقوم بها المملكة العربية بين الرئيس الأفغاني حامد قرصاي وطالبان "توقفت بسبب عدم التزام طالبان بإظهار حسن النوايا". وأشار إلى أن "طالبان "لم تتوقف عن توفير المأوى للإرهابيين"، لافتا إلى أن تلك الوساطة "جرت بطلب من الرئيس قرضاي". وأبدى الفيصل وفراتيني دعمهما للحكومة اليمنية في حربها ضد الإرهاب ومشروعها التنموي. وقال فراتيني "يجب تقوية اليمن ومساعدته وليس مطالبته بالإصلاحات فقط وتوجيه الأصابع نحو نقاط الضعف لديه. علينا النظر إليه من ناحية التعاون الاقتصادي ودعم قواته الأمنية وحرس الحدود وتوفير التقنيات لهم ونريد مزيدا من الدول ضمن مجموعة أصدقاء اليمن الذين يجتمعون قريبا". ومن جهته أوضح الفيصل أن اليمن قادر على تحديد الحلول المناسبة له فيما يدعمه أصدقاؤه في الجانب الاقتصادي والتدريب الذي يطور اليد العاملة لتصبح قادرة على العمل في المشاريع التنموية التي تقام بمساعدة المجتمع الدولي داخل اليمن. وقال "علينا أن نوفر لليمن مطالبه دون شروط تعجيزية وبفعالية ولا نبخل في شيء عليه لأن مردوده علينا جميعا سيكون أفضل بكثير".