حذر وزير الخارجية الامير سعود الفيصل من مرحلة ما بعد استفتاء جنوب السودان ، وقال الفيصل في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الايطالي فرانكو فراتيني ، إن من التناقض أن يؤدي الاستفتاء الذي وُجد لإيقاف الحرب إلى إشعال حرب أخرى. وشدد سموه على ضرورة أن يكون الاستفتاء في السودان نزيهاً وأنه يجب التحسب لمرحلة ما بعد الاستفتاء الذي جاء لإيقاف الحرب ومن التناقض ان يؤدي الاستفتاء لإشعال الحرب مرة أخرى وهذا ما نخشاه وما نسعى لتجنبه في هذا الإطار فالإجراءات الدولية الخاصة التي تنصب على أوضاع داخلية يجب ان ترعى بشكل خاص مصلحة الدولة وليس مصلحة الأطراف الخارجية. وعن إسهام المملكة في الوساطة بين الحكومة الافغانية وطالبان أشار الامير سعود الفيصل إلى أنه دار حديث كثير عن الوساطة السعودية في هذا الشأن ووضعنا شرطاً على هذا .. فطالبان كانت تأوي الإرهابيين وقد قطعنا علاقتنا بها ثم تلقينا طلباً من الرئيس الأفغاني لبدء الوساطة ، وقلنا إننا سنبدأ الوساطة إذا أتت طالبان بحسن نية للتفاوض وإذا توقفوا عن إيوائهم للإرهابيين وإلا فلن ندخل في مفاوضات ، ولسوء الحظ توقفنا عند هذا الحد. وحول ما إذا كانت هناك إستراتيجيات جديدة لمحاربة القاعدة في اليمن ، أوضح الأمير سعود الفيصل أن أهم عنصر تحدثنا حوله هو أن اليمن بلد حضارة وتاريخ ، وليس هو من الدول التي يستطيع الإنسان أن يقدم لها حلولاً لا يستطيع هو أن يقدمها لنفسه ، كل ما نستطيع ان نعمله أن نساعد .. ومساعدتنا لليمن هي أن تأخذ الطريق الذي تحدث عنه الوزير فراتيني وهو الطريق الاقتصادي والتنموي وتطوير وتدريب اليد العاملة.أما ان نأتي ونطالب اليمن بالإصلاحات التي هم أدرى بها وما تحتاج بلادهم .. فنحن لا نعتقد ان هذه هي السياسة الحكيمة ، اتفقنا والوزير فراتيني ان نبذل الجهد لنجعل من الاجتماع القادم للمانحين اجتماعاً يوفر لليمن مطالبه دون شروط تعجيزية ، ولكن بالحجم الذي يكون له فعالية ويؤدي للمخرج وأن لا نبخل في شيء .. الطريق الوحيد لمساعدة اليمن هو الاقتصاد وبدون شروط تعجيزية وعن سير المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية جدد الفيصل موقف الجامعة العربية باللجوء إلى مجلس الامن والقانون الدولي، قائلاً : الجامعة قالت موقفها بوضوح فقد تم منح الاسرائيليين شهراً لإيقاف الاستيطان ، وسنرى إن سويت هذه المسألة خلال هذه المدة وإلا سنذهب إلى مجلس الامن وسنرى هل هذه المنظمة التي اقيمت لاقامة السلام ستكون أداة لصنع السلام ام لا . إلى ذلك أشار الوزير الايطالي فرانكو فراتيني إلى أنه تمت مناقشات مسار المفاوضات مرات عدة وأن القرار الحكيم هو ان نعطي وقتاً للسلام .. موضحاً بأنه سيقوم بزيارة إلى تل أبيب ورام الله وسيحاول الدخول إلى غزة ليشرح للإسرائيليين ان من مصلحة دولة إسرائيل ان تصل للحل النهائي .. لأن السلام في مصلحة الشعبين. الوزير الإيطالي : نعترف بالدور الكبير للمملكة في مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات إلى ذلك نقل وزير الخارجية الامير سعود الفيصل استنكار المملكة الشديد للهجمات التي شهدها العراق اخيرا ونجم عنها إزهاق العديد من الأرواح البريئة ، وعدد كبير من المصابين علاوة على انتهاكها لدور العبادة الأمر الذي لايقره الدين الحنيف، ويتنافي مع كافة المبادئ والأخلاق الإنسانية والأعراف الدولية . مشيراً إلى أن خادم الحرمين الملك عبدالله لن يتوانى عن بذل أي جهد ممكن لحقن دماء العراقيين وجمعهم على كلمة سواء ودعم أمن واستقرار العراق وازدهاره والحفاظ على استقلاله وسيادته بدعم ومؤازرة الجامعة العربية ، معبراً عن تقدير حكومة المملكة للتأييد الكبير لنداء خادم الحرمين للقيادات العراقية سواء من داخل العراق أو خارجه على كافة المستويات العربية والدولية. كما اوضح الامير سعود الفيصل أنه بحث ونظيره الايطالي موضوع الارهاب مؤكدا أن نجاحات الجهود الدولية الأخيرة في إجهاض عدد من العمليات الإرهابية أكد على أهمية وفاعلية تعاون الأسرة الدولية في محاربة الإرهاب ويحفزنا على تعزيزها خاصة في مجال تبادل المعلومات. وأشار سمو وزير الخارجية انه جرى التطرق إلى الوضع في لبنان ، موضحاً بأنه محادثاته مع الوزير الايطالي عكست الحرص المشترك على أمن لبنان واستقراره وسلامة إقليمه وأن المملكة والعرب لن يدخروا جهداً لبلوغ هذه الأهداف غير أن تحقيقها يظل مرهونا بيد القيادات اللبنانية نفسها أولاً وأخيرا ، واستشعارهم لمسؤولياتهم التاريخية وتغليب مصلحة لبنان على ماعدها من مصالح حزبية ضيقة لذلك نأمل من كافة الأطراف اللبنانية ضبط النفس والاستجابة للجهود المخلصة للرئيس ميشال سليمان والجلوس على طاولة الحوار لحل المشكلات القائمة وفق أسس دستورية وبعيداً عن لغة التوتر والتصعيد. من جهته شدد الوزير الايطالي على أهمية تبادل المعلومات الأمنية بين الدول مشيداً بالدور الكبير الذي تقوم به المملكة في حفظ السلام ومكافحة الإرهاب. كما أكد الوزير فراتيني على أهمية مساعدة اليمن اقتصادياً وعسكرياً كتدريب حرس الحدود والتحكم بسواحل اليمن وفق أحد الطرق.