دعت المملكة العربية السعودية القيادات اللبنانية إلى تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية الضيقة؛ وذلك في ظل تصاعد التوتر على خلفية المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وقال صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الإيطالي فرانكو فراتيني أمس في الرياض، إن المملكة وأشقاءها العرب لن يدخروا جهدًا للحفاظ على امن لبنان واستقراره، غير أن تحقيقها يظل مرهونًا بيد القيادات اللبنانية أولًا وأخيرًا واستشعارهم لمسؤولياتهم التاريخية وتغليب مصلحة لبنان على ما عداها من مصالح حزبية ضيقة. وأضاف: نأمل من الأطراف اللبنانية ضبط النفس والاستجابة للجهود المخلصة للرئيس ميشال سليمان والجلوس على طاولة الحوار لحل المشكلات القائمة وفق أسس دستورية وبعيدًا عن لغة التوتر والتصعيد. وأوضح سموه أن نجاح الجهود الدولية الأخيرة في إجهاض عدد من العمليات الإرهابية، أكد أهمية وفاعلية تعاون الأسرة الدولية في محاربة الإرهاب ويحفز على تعزيزها خاصة في مجال تبادل المعلومات بين الدول. وأعرب الفيصل عن استنكار المملكة الشديد للهجمات التي شهدها العراق مؤخرًا، ونجم عنها إزهاق العديد من الأرواح البريئة وعدد كبير من المصابين علاوة على انتهاكها لدور العبادة، الأمر الذي لا يقره ديننا الحنيف ويتنافى مع جميع المبادئ والأخلاق الإنسانية والأعراف الدولية. وقال: خادم الحرمين لن يتوانى عن بذل أي جهد ممكن لحقن دماء العراقيين وجمعهم على كلمة سواء ودعم أمن واستقرار العراق وازدهاره والحفاظ على استقلاله وسيادته بدعم ومؤازرة الجامعة العربية. وأضاف: أود أن أنتهز الفرصة لأعبر عن تقدير حكومة المملكة للتأييد الكبير لنداء خادم الحرمين للقيادات العراقية سواء من داخل العراق أو من خارجه على المستويات العربية والدولية كافة. وفي الشأن السوداني، قال سموه إن السودان مقبل على مرحلة مفصلية في تاريخه تهدده بالانفصال، الأمر الذي يحتم السعي لتخطي أي مخاطر قد يتعرض لها نتيجة لذلك، وفي تقدير المملكة فإن التعامل مع هذا الوضع يكمن في ضمان نزاهة الاستفتاء وعدم ممارسة أي ضغوط قد تؤدي لا إلى نتائج لا تحمد عقباها. وفي الشأن الفلسطيني، قال الأمير سعود الفيصل: سنعطيهم شهرًا لتمديد إيقاف التوسع في الاستيطان، وسنرى ماذا يفعلون بعد ذلك، فإذا لم يلتزموا سنذهب للقانون الدولي ومجلس الأمن، وسنطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن وسيرون هل هذه المنظمة ستكون أداة لصنع السلام أم لا؟ وعن دور الجامعة العربية في مبادرة خادم الحرمين للمصالحة العراقية أوضح سموه أن الاتصال مستمر مع الجامعة لتنفيذ ما يمكن فعله في هذا الإطار. وعن الشأن الأفغاني قال سموه: كان هناك كلام كثير عن الوساطة السعودية، وضعنا شرطًا بعدم إعطاء طالبان مأوى للإرهابيين وتلقينا طلب الرئيس الأفغاني لبدء الوساطة، وقلنا إذا كانت طالبان ستأتي بحسن نية وتتوقف عن إيواء الإرهابيين وإلا لن ندخل في مفاوضات الوساطة، ولسوء الحظ توقفت الاتصالات عند هذا الحد. من جهته، نوه وزير الخارجية الإيطالي بالدور الجوهري للمملكة والذي أسهم في استقرار الأوضاع في اليمن وباكستان وغيرها. وثمن عاليًا دور المملكة وإسهامها من حيث تبادل المعلومات ومنع الهجمات الإرهابية التي يمكن أن تحدث. كما نوه بجهود خادم الحرمين في الشأن العراقي لجمع الأحزاب لتشكيل حكومة جديدة. وأكد أن ايطاليا والمملكة يعملان معًا بجد وأن هناك اتفاقًا في وجهات النظر وهذا النجاح الكبير يتحقق في اجتماعاتهما. وطالب وزير الخارجية الإيطالي إيران بالتعاون للحد من التهريب على الحدود الأفغانية.