وقعت أرامكو السعودية وجامعة الملك فيصل اتفاقية لدعم أبحاث مركز التميز البحثي في النخيل والتمور بالجامعة، في مجال مكافحة سوسة النخيل الحمراء، للمساهمة في حماية المحصول الزراعي من النخيل في المملكة من تلك الآفة. جاء ذلك خلال الزيارة التي قام بها رئيس أرامكو السعودية، وكبير إدارييها التنفيذيين، خالد بن عبدالعزيز الفالح، يوم أمس لجامعة الملك فيصل بالإحساء، التقى خلالها معالي مدير جامعة الملك فيصل، الدكتور يوسف الجندان، الذي رافقه في جولة على كليات الجامعة التي شملت كليات الطب والهندسة وهندسة نظم المعلومات. ويأتي دعم هذه الأبحاث إيماناً من أرامكو السعودية بأهمية الحفاظ على البيئة الزراعية في المملكة، كما يهدف هذا التعاون إلى تطوير تكنولوجيا مناسبة للقضاء على هذه الآفة التي تهدد زراعة النخيل في المملكة، بالإضافة إلى تدريب الموظفين السعوديين من باحثين وطلاب الدراسات العليا في هذا المجال والفنيين والعاملين في الحقول الزراعية من أجل تأمين علاج فعال للمزارعين في المملكة يساعدهم في القضاء على هذه الآفة التي تهدد محاصيلهم السنوية من التمور. وقال الفالح إن دعم أرامكو السعودية لجامعة الملك فيصل فيما يتعلق بجهودها البحثية لمكافحة سوسة النخيل الحمراء، هو جزء من مسؤوليتنا تجاه المجتمع المحلي في المملكة، لا سيما إذا علمنا أن هذه الآفة تكلف ملايين الريالات من الخسائر سنوياً بسبب فقدان الملايين من النخيل، موضحاً إننا اليوم نضع أيدينا بيد أخواننا من العلماء والمختصين لمكافحة خطر كبير يهدد إحدى ثرواتنا الغذائية الوطنية، حيث إننا على يقينٍ تام بأننا نسير قدماً في الاتجاه الصحيح. من جانبه، أعرب مدير جامعة الملك فيصل عن تقديره لشركة أرامكو السعودية لدعمها هذه الأبحاث، مثمنا هذا التعاون مع شركة أرامكو السعودية، والذي يأتي تجسيداً لرسالة ورؤية الجامعة في مد جسور التعاون وتبادل المعرفة والخبرة مع المؤسسات والشركات الوطنية والعالمية لتطوير الأبحاث والدراسات العلمية والمشاريع البحثية. يذكر أن سوسة النخيل الحمراء تعد من الآفات الحشرية التي يصعب مكافحتها بالطرق التقليدية، وذلك لظروف معيشتها داخل جذع النخلة لفترات طويلة من حياتها، ما يسبب مشكلة في مكافحتها، حيث يصعب على غير ذوي الخبرة التمكن من تمييز الإصابات المبكرة، مما يؤدي إلى تزايد الضرر سنوياً لهذه الحشرة، كما أن قدرتها العالية على الطيران لحوالي ميل يتيح لها إمكانية الانتشار والانتقال من منطقة لأخرى، إضافة إلى كونها من النوع عديد التزاوج، أي أن لها القدرة على التلقيح المتتالي مما يزيد من سرعة انتشارها وتكاثرها. ومما يزيد الأمر سوءاً أن سوسة النخيل الحمراء تستطيع التأقلم والتكيف مع كافة الظروف البيئية وحيث أن تعداد النخيل في العالم العربي يبلغ نحو 62% من إجمالي أشجار النخيل في العالم البالغ عددها 131 مليون نخلة، وتتسبب الإصابة بالآفات الحشرية بفقدان 35% من جملة إنتاج التمور في العالم العربي، أي أن المكافحة الفعالة والمحكمة لآفات النخيل والتمور يمكن أن تزيد من إنتاج التمور في العالم العربي بما يقرب من مليون طن أي ما يعادل إنتاجية 30 مليون نخلة. لذا فان هذا الوضع يستدعي تنفيذ إستراتيجية متكاملة لمكافحة آفات النخيل، تأخذ في الاعتبار أن التعامل مع آفات النخيل يجب أن يتم كوحدة متكاملة، بمعنى أن لا تكافح أي آفة من آفات النخيل بمعزل عن الأخرى وأن لا يتم تجاهل النظام البيئي الحي أو غير الحي مع الاهتمام بالحفاظ على مكونات النظام البيئي الزراعي دون الإخلال به، والتأكيد على أن فلسفة هذه البرامج ترتكز على تقديم تمور نظيفة خالية من المبيدات الكيميائية. وكانت جامعة الملك فيصل قد قطعت شوطاً في هذا المجال من خلال إنجازات مركز التميز البحثي في النخيل والتمور، فقد تم التوصل إلى استخلاص مادة طبيعية من بعض النباتات الطبية والفعالة على سوسة النخيل الحمراء، كما تم تطبيق الدراسات المكانية المتقدمة باستخدام نظام تحديد المواقع (GPS) في تحديد شدة الإصابة بسوسة النخيل الحمراء في بعض المناطق، وكذلك التعاون الدولي مع إحدى الشركات العالمية المتخصصة لاستخدام أشعة إكس للكشف المبكر عن جميع أطوار حشرة سوسة النخيل الحمراء. - - - - - - - - - - - - - - - - - تم إضافة المرفق التالي : متابعات.jpg