عندما يتعلق الأمر بالتلوث، فالعاصمة الفرنسية، باريس، لا تختلف كثيراً عن أي مدينة أوروبية أخرى، غير أنها تتميز ببالون "هواء باريس" الضخم الذي يحلق عالياً في المدينة ليطلع الباريسيين عن مدى جودة الهواء يومياً. ويتحول بالون الهيلوين الضخم، ويبلغ عرضه 22 متراً وعلى ارتفاع 32 متراً، إلى اللون الأخضر في إشارة إلى جودة الهواء، وإلى الأحمر عند ترديه، والبرتقالي عندما تتأرجح النوعية بين الاثنين، وخلال النهار، عادة ما تعكس لافتات وشاشات تلفزيونية مسطحة ذات الألوان. ويتم قياس جودة الهواء باستخدام بيانات من عشرات أجهزة الاستشعار لرصد مستويات ثاني أكسيد النتروجين والأوزون والجسيمات في أنحاء المدينة. ويذكر أن البالون صمم في الأصل كنقطة جذب سياحي تتيح رؤية عاصمة النور من ارتفاع عال، إلا أن الشركة المشغلة، أيروفيل، قررت تحويله إلى مؤشر لجودة الهواء. وقال ماثوي غوبي، مدير الشركة المشغلة، لCNN، إن البالون نموذج مثالي صديق للبيئة: "وهو مؤشر احترام للطبيعة والجو، نحن لا نحرق أي وقود نطيره بقوى الطبيعة، فهو الأمل لمخاطبة مخاوف التلوث." ومن جانبها قالت كارين ليغر من "أيرباريف"، الوكالة الحكومة المسؤولة عن نوعية الهواء في فرنسا، إن كافة مدن أوروبا تواجه تحديات كبرى متمثلة في الالتزام بلوائح تنظيم نوعية الهواء. ونوهت: "في باريس بلغنا المعدل المسموح به.. وهذا في الحقيقة تحد كبير." ولفت دينيس بوبين، نائب عمدة العاصمة إلى أن تلوث الهواء في المدينة يؤثر على أعمار الباريسيين بما قد يصل إلى أقل من تسعة أشهر أقل مقارنة بمن يعيشون في مناطق الريف. وأضاف قائلاً للشبكة: "يحذر العلماء من أن ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف شخص يتوفون سنوياً في باريس جراء التلوث." وتخطو المدينة بخطوات واسعة نحو تحسين نوعية الهواء وببناء وسائل مواصلات عامة صديقة للبيئة كالترام وتخصيص مسارات خاصة للدراجات، والعمل على خفض عدد السيارات في الشوارع بواقع الربع. ويذكر أن الكثير من طلاب المدارس في باريس يتنقلون عبر البالون، وفق جيرومي جياكوموني، رئيس "أيروفيل." 3