أكدت مصادر رسمية بالعاصمة الموريتانية نواكشوط السبت، أن الجيش الموريتاني استخدم طائراته القتالية في قصف مواقع تابعة لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، في شمال دولة مالي المجاورة، مشيرةً إلى أن المواجهات الجارية منذ الجمعة. وأفادت الوكالة الموريتانية للأنباء بأن المعارك ما زالت مستمرة بين قوات "الجيش الوطني" و"الإرهابيين"، في بلدة "عرش هندي" (حاسي سيدي)، في شمال مالي، وذكرت أن المعارك أسفرت، حتى اللحظة، عن مقتل 12 "إرهابياً" على الأقل، وخمسة من أفراد القوات الموريتانية. وقال مصدر عسكري موريتاني عند منتصف نهار السبت، إن "عدد شهداء الجيش الوطني خلال المواجهات مع الإرهابيين شمال مالي، ارتفع إلى خمسة، بالإضافة إلى تسعة جرحى، بينما يُعد الجرحى بالعشرات في صفوف الإرهابيين"، وأوضح أن الجيش الموريتاني يسيطر على الوضع خلال المعارك. تأتي الحملة التي يشنها الجيش الموريتاني على مواقع مشتبهة للقاعدة داخل أراضي مالي، بعد ساعات من الإعلان عن قيام مسلحين، يُعتقد أنهم موالون لتنظيم القاعدة، باختطاف سبعة أشخاص، بينهم خمسة فرنسيين، في النيجر، كما تأتي بعد أقل من شهر على تفجير انتحاري، تبنته القاعدة، في 25 أغسطس/ آب الماضي، استهدف قاعدة عسكرية للجيش الموريتاني. وكان تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" قد أقر بمقتل ستة من عناصره في هجوم نفذته قوات موريتانية بدعم فرنسي نهاية يوليو/ تموز الماضي، واعتبر أن الهجوم كان حصيلة تعاون "تحت راية الصليب"، على حد تعبيره، بين نواكشوط وباريس. ووجه التنظيم، في بيان نشرته مواقع متخصصة في بث بيانات التظيمات المتشددة، ولم تتمكن CNN من تأكيد صحته، تحذيرات إلى الجيش الموريتاني وإلى من وصفهم ب"علماء السوء"، كما هدد الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، الذي وصفه ب"عدو الله"، مشيراً إلى أنه "فتح باب البلاء" على بلده. وكانت فرنسا قد كشفت في 23 يوليو/ تموز الماضي، أنها قدمت "دعماً فنياً" لموريتانيا في عمليتها ضد مسلحين مشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة، وأضافت وزارة الدفاع الفرنسية، في بيان، أن العملية التي نفذتها القوات الموريتانية "جعلت من الممكن تحييد الجماعة الإرهابية، وإفشال خططها بمهاجمة أهداف موريتانية."