طرح أمريكي يتمحور حول تمديد فترة تجميد الاستيطان لثلاثة أشهر ليتسنى للمتفاوضين التوصل الى حل وسط فيما يتعلق بمستقبل الحدود بالكثير من التفاؤل والقليل من التصريحات الاعلامية , انتهى أجتماع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله الذي أكد من ناحيته على عزمه تحقيقالسلام من خلال نهج المفاوضات. ففي مستهل الاجتماع قال الرئيس الفلسطيني : لا بديل عن المفاوضات لتحقيق السلام ونحن نثمن عاليا جهود الادارة الامريكية الداعمة للعملية السلمية . وزيرة الخارجية الامريكية من ناحيتها أدلت بتصريحات مقتضبة في مستهل الاجتماع وقالت " نحن كالرئيس أوباما ملتزمون ومصممون على تحقيق اتفاقية سلام من خلال المفاوضات المباشرة التي ستقود الى دولة مستقلة فلسطينية قابلة للحياة وتحقق آمال الفلسطينيين". تكتم الموقف الأمريكي هذا تزامن مع بعض التسريبات الصادرة عن أروقة اجتماعات المفاوضات المباشرة تلمح لطرح أمريكي يتمحور حول تمديد فترة تجميد الاستيطان لثلاثة أشهر ليتسنى للمتفاوضين التوصل الى حل وسط فيما يتعلق بمستقبل الحدود. الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي لم يعلقا بالتأكيد أو النفي على هذه التسريبات والتي سرعان ما لاقت من يعارضها في الجانب الفلسطيني. وقال أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي "نحن نرفض مثل هكذا طرح أمريكي لأنه ببساطة يمنح المزيد من الوقت للتوسعات الاستيطانية والتي لم تتوقف ليوم واحد في كافة الاراضي الفلسطينية , استمرار المفاوضات المباشرة وسط هذه التوسعات لن يجلب الا المزيد من الاستيطان للاراضي والشعب الفلسطيني". معارضة من جهته عاد الائتلاف المعارض للمفاوضات المباشرة المكون من الفصائل اليسارية والشخصيات المستقلة الفلسطينية عاد وكرر على موقفه الرافض لخوض مفاوضات في ظل استمرار النشاطات الاستيطانية. وأكد الائتلاف على أن سلسلة من الخطوات الشعبية ستتخذ مستقبلا لتشكيل ثقل شعبي معارض للمفاوضات. وقال أمين عام حزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي تعليقا على موضوع سرية المفاوضات المباشرة إن "الإدارة الامريكية تحاول وهم كافة الاطراف بوجود انجاز من خلال التكتم على ما يدور على طاولة الاجتماعات وتتذرع بأنها تخشى من تسريب المعلومات للجهات المعارضة للمفاوضات المباشرة لافساد صفوها". واعتبر في تصريحات برام الله أن "هذا غير منطقي ويدل على انعدام وجود حلول عادلة للجانبين , الجانب الأمريكي لطالما كان حليفا لاسرائيل واليوم بات ذلك يترجم من خلال المفاوضات المباشرة ". ومن من رام الله الى العاصمة الأردنية عمان حيث التقت وزيرة الخارجية الامريكية الملك الاردني عبد الله الثاني فيما توجه المبعوث الامريكي للسلام في الشرق الاوسط الى دمشق السورية ومنها الى لبنان سعيا لحشد الدعم العربي للمفاوضات المباشرة ورغم سرية ما يدور داخل أروقة المفاوضات المباشرة , فمن المعلن أن الاتفاق الوحيد بين الجانبين يتمحور حول استمرار الجولات التفاوضية المباشرة, في وقت يخشى البعض من اي طرح دولي لحلول مؤقتة مستقبلية قد يشكل انطلاقة لأزمة داخلية فلسطينية جديدة.