نحتفل هذه الأيام بالذكرى الثانية والتسعين لتأسيس المملكة العربية السعودية، هذا اليوم الذي يصادف 23 سبتمبر (الأول من الميزان) كل عام أضحى مناسبة مميّزة محفورة في ذاكرة كل مواطن سعودي. إن هذا اليوم العظيم الذي صار رمزاً للوحدة لم يعد يمثل ذكرى لملاحم التوحيد فحسب، انما صار يشكل احتفاء بالنهضة التنموية الكبرى التي صنعت الفرق في دلالات التغيير على أرض الواقع وأسست للكثير من المفاهيم والتحولات التي تشكل نبراساً للحاضر والمستقبل، والتي صار معها مفهوم (الوطن) هو قيم ورؤى وأهداف واستراتيجيات وانجازات تصنع الفرق، وتعزز مدلول الريادة التي تتبوأها بلادنا في شتى المجالات. ما مرت به بلادنا من نقلات وتحولات تنموية على مدى 92 عاماً يكشف عن حجم الإرادة الصلبة ومساحات العزيمة التي انصهرت تفاصيلها في أفعال هؤلاء العظماء الذين حوَّلوا الحلم الى واقع صارت معه بلادنا ترفل في أثواب النهضة المطرزة برؤية تنموية رسمت ملامح الحاضر والمستقبل وشملت في مستهدفاتها جميع القطاعات لتصل الى الهدف الأول وهو الإنسان الذي يعتبر أغلى الثروات. إن الحراكات التنموية التي لامست مختلف زوايا التنمية والتي رسمت رؤية المملكة 2030 خارطتها، أضفتْ مذاقاً خاصاً على احتفائنا باليوم الوطني، وحرَّكت ذلكم الإرث الأصيل الذي استلهمه المواطنون من ماضيهم العريق وسخَّروه بدعم قيادتهم من أجل حاضرهم ومستقبلهم الذي يبشر بالمزيد من الثراء المعرفي والإثراء التنموي مستلهمين خارطة الرؤية في انطلاقتهم نحو المستقبل. ولعلنا في هذا اليوم الذي نعزز فيه كل عام من مفاهيم الوحدة الوطنية من خلال غرس فلسفة (العطاء التكاملي)، لعلنا نستلهم مزيداً من الدروس في مفاهيم الوحدة من خلال الالتفات الى فئات عزيزة على نفوسنا من الأسر المحتاجة والأيتام ومرضى الفشل الكلوي لنرسم بمساندتهم صورة ناصعة لمعاني التراحم والتآزر في المجتمع المسلم، حتى يكونوا لبنات صالحة في منظومة البناء التنموي. وهذه دعوة للتعرف على مشاريع جمعية البر بجدة وبرامجها وأنشطتها المساندة التي استرشدت فيها ببرامج ومستهدفات الرؤية التنموية من أجل تمكين واستدامة العمل الخيري وتيسير أداء الأعمال فيه. ولعل التحول الرقمي الذي طبقته الجمعية في مختلف اداراتها والمشاريع الاستثمارية التي نفذتها لدعم الاستدامة في مواردها المالية، لعل ذلك يقف شاهداً على الدور المحوري للقطاع غير الربحي في دعم التنمية وخدمة المجتمع. ان لهذا اليوم تقديراً خاصاً وقيمة مضافة في قلوبنا كمواطنين سعوديين ننتمي لهذه البلاد والتي نسأل الله أن يديم عليها نعمة الأمن والأمان وأن يحفظ لنا حكامها وشعبها المخلصين تحت راية التوحيد (لا إله الا الله، محمد رسول الله) وأن يعزها ولا يعز عليها.