تجددت المعارك أمس في شمال اليمن بين المتمردين الحوثيين وقبيلة موالية للحكومة بعد 24 ساعة من توقف المواجهات التي خلفت عشرات القتلى خلال أسبوع، ما أسفر عن سقوط 6 قتلى من الجنود. وكشفت مصادر قبلية بمحافظة صعدة عن سقوط قتلى وجرحى بمواجهات عنيفة بين رجال القبائل والمسلحين في مديرية مجز بالمحافظة، مشيرة إلى أن رجال القبائل تصدوا مساء أمس الأول لهجوم شنه المسلحون الحوثيون على مناطق تقع في إطارها قبائل مجز. وجاءت هذه المواجهات في أعقاب كمين نصبه رجال القبائل للمتمردين وراح ضحيته نحو 8 حوثيين في مديرية مجز بينهم أحد القيادات الحوثية حسب المصادر القبلية، التي أشارت إلى أن الكمين كان رداً على كمين راح ضحيته الشيخ زيدان المقنعي مع نجله وأربعة من مرافقيه قبل نحو أسبوع. وكان الهدوء قد عاد بشكل نسبي إلى حرف سفيان بمحافظة عمران، بعد أن تمكنت وساطة قبلية من تهدئة الأوضاع على جبهات القتال في سفيان بين قبائل ابن عزيز والمسلحين الحوثيين. وذكرت مصادر قبلية أن الوساطة القبلية نشرت مراقبين على طول جبهات القتال لمراقبة وقف خروق وقف إطلاق النار بعد أن التزم الطرفان بالهدنة وإفساح المجال أمام الوساطة لحل المشكلات العالقة بين الطرفين وتسببت باشتباكات دامية. وأشارت المصادر إلى أن مساعي الوساطة التي دشنها قائد المنطقة الشمالية الغربية اللواء علي محسن الأحمر والشيخ حسين الأحمر توصلت إلى اتفاق على وقف إطلاق النار المتبادل بين الحوثيين وقبائل بن عزيز الموالية للحكومة، وبدأ سريانه في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس في مناطق العمشية والزعلاء ودرب زيد والمسحاط بحرف سفيان بعمران. وأضافت المصادر أن اتفاق التسوية تضمن إلزام الحوثيين بالانسحاب من أحد المواقع المحاذية لمنزل النائب في البرلمان صغير عزيز بعد استيلائهم عليه، إلى جانب التعهد بعدم استحداث أية قطاعات مسلحة جديدة من شأنها إغلاق الطريق الرئيسي الذي يربط منطقة حرف سفيان بصعدة مجددا بعد إعادة فتحة خلال الساعات الماضية. على صعيد آخر دعا الرئيس علي عبدالله صالح، المتمردين الحوثيين للالتزام بشروط السلام، والمتمثلة بالنقاط الست التي وضعتها الحكومة قبل أشهر لوقف الحرب في صعدة. وأشار في كلمة ألقاها أمس في حفل تخرج عدد من الدورات التخصصية لمنتسبي قوات الأمن المركزي، إلى "ضرورة ترجمة الحوثيين التزامهم على أرض الواقع تحت إشراف اللجنة الوطنية المشكلة في صعدة والملاحيظ وحرف سفيان، لتجنب حرب سابعة". وأكد أن "خيار الدولة في صعدة هو السلام والأمن والاستقرار وإعادة البناء والإعمار". وعلى صعيد الأوضاع في الجنوب، طالب صالح، أنصار الحراك الجنوبي إلى "الابتعاد عن الفوضى وقطع الطريق وإثارة الشغب". وأضاف "نقول نعم للأمن والاستقرار، لا للفوضى والخارجين عن القانون، ونقول للخارجين عن القانون كفى عبثاً وكفى قطعا للطرق وقتل النفس المحرمة". وأعلن صالح أنه تم الإفراج عن 52 سجينا من مثيري الشغب ليكونوا مواطنين صالحين، لكنه لم يحدد متى تم الإفراج عنهم وما إذا كانت الخطوة مرتبطة بتفاهمات الاتفاق الأخير الذي تم التوقيع عليه الأسبوع الماضي لاستئناف الحوار الوطني بين الحزب الحاكم والمعارضة المنضوية في إطار تكتل اللقاء المشترك. وجدد صالح التأكيد على أن "باب الحوار الوطني المسؤول مفتوح للجميع تحت سقف الثوابت الوطنية".