منذ وصول فيروس كورونا إلى الأراضي الأميركية وهناك حرب بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومنظمة الصحة العالمية حيث شكك ترمب في قدرات المنظمة الأممية على مواجهة الجائحة واتهمها بمحاباة الصين وقرر قطع التمويل عنها، وبعد إعلان إصابة الرئيس الأميركي بالفيروس المستجد، بعث تيدروس أدهانوم جيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية اليوم الجمعة بأمنياته بالشفاء لترمب وزوجته ميلانيا اللذين ثبتت إصابتهما بمرض كوفيد-19. وكان ترمب وجه انتقادات شديدة لمنظمة الصحة بسبب أسلوب إدارتها لجائحة كورونا. وكتب تيدروس على تويتر "خالص أمنياتي للرئيس ترمب وزوجته بالشفاء العاجل والتام". وكانت الولاياتالمتحدة أكبر متبرع للمنظمة التي تتخذ من جنيف مقرا، لكنها أعلنت عزمها الانسحاب منها ووقف تمويلها قائلة إن المنظمة الدولية على صلة وثيقة بالصين. منذ بداية تفشي وباء كورونا في الولاياتالمتحدة، لم تتوقف نيران الرئيس الأميركي المصوّبة على منظمة الصحة العالمية التي اتهمها بالتقصير في مواجهة الجائحة وفي الانحياز للصين في التعاطي مع الوباء. ومن منتصف مارس الماضي تدرج ترمب في هجومه على المنظمة بدءاً بانتقادها مروراً بتهديدات بوقف تمويلها وصولاً إلى قراره بقطع العلاقات معها. ولم يكن ترمب وحده حيث أيدته أصوات دولية في مواقفه ولكنها كانت محدودة، ولم تتطابق مع مواقفه، فيما يعد خصوم ترمب في الداخل الأميركي أن الرئيس يصدّر أزماته إلى منظمة الصحة "والمشكلة تكمن فيه"، كما قالت صحيفة واشنطن بوست. ألمانيا وفرنسا قالتا في 18 مايو، إنهما تخطّطان لمبادرة لإصلاح منظمة الصحة العالمية. وعدّتا أنه "يتعين أن تصبح المنظمة مستقلة عن تأثير أية دولة"، ولكنهما أشادتا في الوقت نفسه بإسهاماتها. وهدد الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، بانسحاب بلاده من منظمة الصحة، إن لم تكف عن كونها "منظمة سياسية متحيزة"، حسب تعبيره. وأثارت الخطوة الأميركية قطع العلاقات مع منظمة الصحة العالمية، غضباً واستياءً من عدد من دول العالم وفي طليعتها موسكو وبكين بطبيعة الحال. فيما دعا الاتحاد الأوروبي الولاياتالمتحدة لإعادة النظر في قرارها وقال إنه في مواجهة التهديد العالمي، "هذا هو وقت تعزيز التعاون والحلول المشتركة. التصرفات التي تضعف النتائج الدولية لا بد من تجنبها". وكانت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي فتحت تحقيقاً في 27 يونيو، في قرار ترمب حجب التمويل عن منظمة الصحة وأمهلت وزارة الخارجية أسبوعاً لتقديم معلومات عن القرار في الوقت الذي يواجه العالم جائحة كورونا. ووفقا للأرقام الأميركية، فقد تجاوزت مساهمات واشنطن لمنظمة الصحة العالمية في عام 2019 مبلغ 400 مليون دولار، أي ما يقرب من مثلي ثاني أكبر دولة مانحة. ويُظهر موقع منظمة الصحة العالمية على شبكة الإنترنت أن الولاياتالمتحدة أكبر مانح لها، حيث تساهم بنحو 15 في المئة من الميزانية.