جازان نيوز (العربية نت - عبدالله السبيعي ) أعلنت طهران أن العالم النووي شهرام أميري العائد من الولاياتالمتحدة بعد اختفائه في ظروف غامضة كان جاسوسا مزدوجا، عاد بعد عام ونيف من واشنطن يحمل معلومات مصنفة حصل عليها من جهاز الاستخبارات المركزية الأمريكية حسب وكالة فارس للأنباء شبه الرسمية المقربة من الأجهزة الأمنية والحرس الثوري الإيراني. و كانت إيران اتهمت كل من المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدةالأمريكية باختطاف شهرام أميري خلال أدائه مناسك العمرة في العام الماضي، الأمر الذي نفاه الجانبان بشدة. وبهذا الخصوص أشارت صحيفة نيويورك تايمز الخميس 22-7-2010 في تحقيق صحفي بقلم "ويليام يونج، و روبرت ورس" إلى الرواية الإيرانية الأخيرة حول حصول أميري على معلومات استخباراتية قيّمة لصالحها، لكنها تحدثت في المقابل عن الرواية الأمريكية التي تؤكد أن الاستخبارات المركزية جندته منذ سنوات، وأنه كان يعمل جاسوسا لصالحها وزودها بمعلومات قيمة للغاية فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، وأنه انتقل إلى أمريكا في عام 2009 وتركها في عام 2010 بملء ارادته. ومن ناحية أخرى يبدو أن طهران تنوي تحويل أميري إلى بطل قومي ومن المتوقع إنتاج فلم سينمائي يتخذ من القصة التي تبنتها الأوساط الرسمية الإيرانية سيناريو له. وتفيد أوساط إعلامية إيرانية أن مصير شهرام أميري ما يزال مجهولا منذ عودته قبل أسبوع للبلاد ، ولا توجد أي معلومات عن مكانه بالرغم من أن واشنطن لم تمنعه من الخروج من البلاد وخيرته بين البقاء في أمريكا أو العودة إلى إيران. وفي مقابلة مع "العربية.نت" نفى الدكتور علي رضا نوري زاده مدير مركز الدراسات العربيه الإيرانية في لندن صحة الرواية الإيرانيةالجديدة، كما فند الرواية التي تتحدث عن اختطافه من أحد فنادق المدينةالمنورة في عز النهار، متسائلا: ألم يشاهد أي من المعتمرين الإيرانيين من قام باختطافه؟. وبخصوص كونه جاسوسا مزدوجا قال نوري زاده "كيف يمكن لجاسوس مزدوج أن يزود الجهات الأمريكية بالمعلومات القيمة التي أدت إلى الكشف عن منشآت فردو النووية بالقرب من مدينة قم على لسان الرئيس الأمريكي وذلك بعد أسبوعين من وصول أميري إلى وشنطن. واستطرد نوري زاده بأنه لا يمكن لجاسوس مزدوج أن يزود جهة ما بمعلومات خطيرة تضر الجهة الأصلية (إيران) التي تقف وراءه، فهذه المعلومات دعمت موقف الرئيس الأمريكي لإقناع كل من الصين وروسيا للالتحاق بركب مجلس الأمن الدولي لفرض المزيد من العقوبات على طهران بخصوص أنشطتها النووية. ثم أشار مدير مركز الدراسات العربية الإيرانية إلى لقاء جمع شهرام أميري قبل انتقاله إلى واشنطن بمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي عقد في قاعدة عسكرية أمريكية تدعى فيسبادن بالقرب من مدينة فرانكفورت الألمانية، وبعد ذلك سافر المفتشون الدوليون إلى إيران وكشفوا للمسؤولين الإيرانيين المعلومات الجديدة التي في حوزتهم بخصوص الأنشطة الذرية السرية الإيرانية. أما بشأن الأسباب التي دفعت العالم النووي الإيراني إلى العودة عزا نوري زاده ذلك إلى فشل الاستخبارات المركزية في الوفاء بوعد قطعته لأميري بخصوص إخراج أسرته من إيران خلال شهرين، حيث كانت السلطات الإيرانية تعاملهم كرهائن، كما قيل له إن زوجته ستتعرض للاغتصاب، الأمر الذي تسبب في انهيار الرجل نفسيا ولم يجد بدا إلا في العودة لإيران حسب صفقة بينه وبين السلطات الإيرانية، إلا أن الحكومة الإيرانية معروفة بخرقها لعهودها ووعودها وستقضي عليه عاجلا أم آجلا ثم تخرج برواية جديدة بهذا الخصوص أيضا. ووصف نوري زادة قصة الجاسوس المزدوج بالمثيرة للسخرية وتساءل: هل بلغت أمريكا هذه الدرجة من الغباء لتسمح لشخص حصل على معلومات استخباراتية قيمة كما تقول طهران لينقلها بهذه السهولة إلى جهة معادية؟.