أكد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الأحد، أن حركة أمل وحزب الله سبب تعثر تشكيل الحكومة اللبنانية، مشيرا إلى أنه أمهل زعماء لبنان 4 إلى 6 أسابيع لتشكيل حكومة. وفي كلمة بشأن الوضع في لبنان، قال الرئيس الفرنسي إن حزب الله لا يمكن أن يستمر كميليشيات مسلحة وحزب سياسي، مشيرا إلى أن حزب الله يجب أن ينهي دوره العسكري في سوريا. وأكد الرئيس الفرنسي أن ميليشيات حزب الله هي من تقرر كل شيء في لبنان، لافنا إلى أن حركة أمل وحزب الله سبب تعثر تشكيل الحكومة. واعتبر ماكرون الاحد أنه على حزب الله "ألا يعتقد أنه أقوى مما هو" وذلك غداة فشل المسؤولين اللبنانيين في تشكيل حكومة. وذكر ماكرون أن حزب الله "لا يمكن أن يكون في الوقت نفسه جيشا يحارب إسرائيل ومجموعة تحارب في سوريا وحزبا يحظى باحترام في لبنان. عليه أن يثبت أنه يحترم جميع اللبنانيين. وفي الأيام الأخيرة، أظهر بوضوح عكس ذلك". وقال ماكرون إن المرحلة الجديدة التي ندخلها ليست خطيرة بالنسبة للبنان فقط، ولكن لبقية المنطقة، مشيرا إلى أن الوضع في لبنان لا مثيل له منذ الحرب الأهلية (1975 إلى عام 1990)، وذلك غداة اعتذار مصطفى أديب عن تشكيل الحكومة. وحمل الرئيس الفرنسي الساسة اللبنانيون مسؤولية الفشل في تشكيل الحكومة الجديدة، لافتا إلى أن هناك "قوى سياسية فضلت مصالحها على مصلحة البلاد". وأعلن ماكرون خلال مؤتمر صحفي أنه "أخذ علما بالخيانة الجماعية" للطبقة السياسية اللبنانية بعد إخفاقها في تشكيل حكومة، خلافا للتعهدات التي اعلنتها في أول سبتمبر خلال زيارته الثانية للبنان. وأضاف الرئيس الفرنسي "مسؤولون لبنانيون غلبوا مصالحهم على مصلحة بلدهم وحرموه من المساعدات"، مشيرا إلى أن هناك "قوى سياسية نصبت أفخاخا في تشكيل الحكومة". وواصل هجومه على القادة اللبنانيين قائلا: "القادة اللبنانيون ومن يقودون المؤسسات رفضوا بكل وضوح احترام الالتزام أمام فرنسا". واستطرد "الصداقة الفرنسية اللبنانية تم احتجازها من قبل طبقة سياسية متهمة بالفساد والإرهاب". وأمهل ماكرون زعماء لبنان 4 إلى 6 أسابيع لتشكيل حكومة، مؤكدا "مساعدتنا للشعب اللبناني لن تمر عبر جهات حكومية". والسبت، أعلن رئيس الوزراء اللبناني المكلف، مصطفى أديب اعتذاره عن مهمة تشكيل الحكومة الجديدة، الأمر الذي من شأنه أن يدخل البلاد في حالة جديدة من التوتر السياسي. وجاء إعلان رئيس الوزراء اللبناني المكلف خلال كلمة ألقاها أمام الصحفيين، عقب اجتماعه السادس مع رئيس الجمهورية ميشال عون. واصطدمت مباحثات أديب، في إطار تشكيل الحكومة، بعقبات عدة، كان أبرزها تمسك الثنائي حزب الله وحركة أمل، بتسمية الوزراء في الحكومة، لا سيما وزير المالية. وكان رئيس الحكومة اللبناني المكلف مصرا على تأليف حكومة وفق المبادرة الفرنسية، التي تقترح تشكيل حكومة من اختصاصيين بعيدا عن الأحزاب السياسية. واجتمع أديب مع مسؤولين من حزب الله وحركة أمل، الخميس الماضي، من دون أن يرشح عن الاجتماع أي نتائج حاسمة بشأن تشكيل الحكومة، لا سيما ما يتعلق بإصرار الثنائي الشيعي على تسمية وزير المالية.