تتواصل حرائق تعد الأضخم في تاريخ ولاية كاليفورنيا الأميركية وأجبرت عشرات الآلاف على الفرار من منازلهم في حين حذّر خبراء الأرصاد من امتداد رقعتها جرّاء البرق. وأشعلت آلاف صواعق البرق في الأيام الأخيرة حرائق خلّفت سحبا من الدخان الكثيف غطّت المنطقة السبت. وأفاد الناطق باسم إدارة الإطفاء في كاليفورنيا جيريمي ران أن مجمل المساحة التي احترقت في كاليفورنيا وصلت إلى ما يقارب من مليون فدان. وتوقع الجهاز في منشور على تويتر "المزيد من البرق غدا (الأحد) ليستمر حتى الثلاثاء -- على الجميع التأهّب ووضع خطة إجلاء". وقالت خدمة الأرصاد الجوية "مع الجفاف الشديد ... بإمكان العواصف الرعدية إشعال المزيد من حرائق الغابات في عطلة نهاية الأسبوع". وأضافت "غطت مساحة واسعة من الدخان غرب الولاياتالمتحدة والسهول الكبرى جرّاء حرائق الغابات المتواصلة التي تمتد من جبال روكي حتى الساحل الغربي". ويتعامل نحو 2600 عنصر إطفاء مع الحريقين الأكبر من بين 13700 يكافحون "نحو عشرين حريقا كبيرا"، وفقا لران. وقال حاكم الولاية غافين نيوسوم في تغريدة أرفقها بصورة تظهر سحبا ضخمة من الدخان المتصاعد "إذا كنتم لا تصدّقون التغير المناخي، فلتأتوا إلى كاليفورنيا". وأضاف "هذه (الصورة) اليوم. إنها جزء صغير فقط من نحو 600 حريق نكافحه هذا الأسبوع". ونشر نيوسوم في وقت سابق تسجيلا مصورا لشبكة "أيه بي سي نيوز" يظهر صورا كارثية لطرق بدت برتقالية اللون بسبب كثافة النيران بينما تطايرت شرارات إثر احتراق الأشجار. وقال عضو المجلس المحلي التشريعي جيم وود من منطقة هيلدسبرغ في سونوما لصحيفة "لوس أنجليس تايمز" "العديد من عناصر الإطفاء هؤلاء في خطوط المواجهة منذ 72 ساعة. لقد استنزافوا". وأضاف "يخاطر المسعفون الأوائل لدينا بكل ما لديهم" للعمل على إخماد الحرائق. ودمّر أكبر حريقين نحو 660 ألف فدان وحوالى 840 ألف مبنى. وأتى أحد الحريقين على أكثر من 340 ألف فدان بحلول صباح الأحد، ليصبح بذلك ثاني أسوأ حريق في تاريخ كاليفورنيا فيما تم تم احتواؤه بنسبة عشرة في المئة. وأما الحريق الثاني فغطى 325 ألف فدان واعتبر ثالث أكبر حريق في تاريخ البلاد. وتم احتواؤه بنسبة 15 في المئة. وذكرت "لوس أنجليس تايمز" أن 1,2 مليون فدان احترقت في كاليفورنيا الشهر الماضي وهو ما يزيد ب259 الف فدان عن حصيلة العام الماضي بمجملها. وقالت الصحيفة "كانت حصيلة مفاجئة في هذا الوقت المبكر جدا من موسم الحرائق". وتم ربط خمس وفيات بالحرائق الأخيرة، حيث عثر على أربع جثث الخميس بينهم ثلاث من منزل احترق في منطقة ريفية من مقاطعة نابا. لكن العديد من السكان رفضوا أوامر الإخلاء. وقال أحد سكان نابا ويدعى جون نيومان (68 عاما) لصحيفة "سان فرانسيسكو كرونيكل" بينما جلس على مقعد عند مدخل منزله "على الأقل إذا كنا هنا، نعرف تماما ماذا يجري. العائلة قلقة لكن الأمر مختلف بعض الشيء عند الاطلاع على ما يجري مباشرة". كما تدمرت المحميات الطبيعية. وأفادت حديقة "بيغ بيزن ريدوودز" الحكومية أن بعض مبانيها التاريخية تدمرت جراء الحرائق. وأكدت أن الحديقة، حيث توجد أشجار خشب أحمر يبلغ عمرها أكثر من 500 عام تعرّضت "لأضرار واسعة". وتم إجلاء نحو 119 ألف شخص، حاول العديد منهم العثور على ملاجئ حيث ترددوا في الذهاب إلى المراكز التي أقامتها السلطات خوفا من فيروس كورونا المستجد. وفي بعض المناطق جنوبسان فرانسيسكو، اختار الأشخاص الذين تم إجلاؤهم النوم في المقطورات على سواحل المحيط الهادئ بينما فروا من الحرائق القريبة، في حين دعي السياح للمغادرة لترك مجال لإسكان الفارين. وتم إرسال فرق إطفاء وأجهزة مسح وغيرها من معدات مكافحة الحرائق من ولايات أخرى بينها أوريغون ونيومكسيكو وتكساس. لكن في مواجهة الحجم الهائل للكارثة، طلب نيوسوم المساعدة من كندا وأستراليا اللتين قال إن لديهما "أفضل عناصر إطفاء في العالم".