كتب عبدالرحمن الجبرين : حالة فريدة في تاريخ الطب.. وعلى مستوى العالم.. حصلت في السعودية!! طفل خرج إلى الدنيا بتشوّه كامل في العمود الفقري في جميع فقراته: العنقية، الصدرية، القطنية، والعجزية.. مع اعوجاج شديد في الفقرات الصدرية، وتحدّب شديد في الفقرات القطنية. عشر سنوات ظل فيها (نواف) يكابد الألم بسبب هذه المشكلة.. التي تسبب له ضيقاً في التنفس وصعوبة في التنقل.. بل إنه لا يكاد يمشي خطوات لمسافة خمسة أمتار حتى يتعب ويتوقف. أربع دول كبرى متخصصة في علاج العظام قدّموا له باقة اعتذار مغلّفة باليأس!! أن لا علاج لمشكلته الصحية أبداً!! ألمانيا.. التشيك.. الهند.. مصر!! كلما ذُكر لوالده مشفى متخصص في مثل هذه الحالات سافر إليه.. ولكن لا جدوى.. رحماك يا رب!! حتى إذا بلغ به الألم كل مبلغ.. وتملّكه وعائلته اليأس.. جاء الفرج من الله!!ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فُرجت.. وكنت أظنها لا تُفرجُ! شاءت إرادة الله أن يكون الفرج في الرياض.. وعلى أرض بنبان!! على يد طبيب سعودي من أمهر جرّاحي العمود الفقري على مستوى العالم!!وما إن سمع والد نواف بالطبيب حتى قصده في مكتبه؛ ليرمي الطبيب بذور الأمل في قلب والد مكلوم كاد اليأس أن يحرقه.. قال له الطبيب: مبدئياً الأمل بالله كبير.. ولكننا لا ندري هل المشكلة في الحبل الشوكي أم في المخ؟ سنأخذ رأي استشاري المخ والأعصاب إن كان (نواف) يتحمّل العملية أم لا؟ السيناريو القادم مثير للغاية.. كان الطبيب أكثر حماسة لمعرفة رأي استشاري المخ والأعصاب.. وأكثر ثقة بالله وتفاؤلاً لإيجابية الرد.. وبالفعل كان الرد إيجابياً: نواف يتحمّل العملية!! فكأن المبشَّر الطبيب وليس والد الطفل!! أبدى الطبيب الاستعداد الكامل لعمل العملية في أي مكان يختاره والد الطفل في المملكة.. فكانت مدينة الأمير سلطان الإنسانية هي الموعد.. ابتدأ الماراثون الطبي.. بل كان سباق تتابع بطله في كل المراحل واحد.. كان أشبه بسباق تحمّل لقدرة الأعصاب والجسد والروح المعنوية.. على مواجهة الحالة الطبية الأولى في العالم!! كان الوقت المقدّر لإجراء العملية 5 ساعات تقريباً.. بدت عقارب الساعة متثاقلة في دورانها على يد (ابونواف)!! لكنها كانت تزيد الطبيب الجراح همة وحماسة.. ليتفاجأ أبونواف أن الطبيب يخرج إليه بعد 5 ساعات ويبلغه أنه قرّر أن يعمل العملية لفقرات الظهر كاملة!! إذ رأى - بفضل الله – ثم خبرته الكبيرة وتأهيله العالي أن الوضع يسمح بإنهاء العملية دفعة واحدة دون الحاجة إلى مرحلتها على مراحل.. وذلك من أجل راحة المريض وانتظامه في برنامج تأهيلي كامل بعد العملية.. واستغرقت العملية وقتاً إضافياً زاد عن 8 ساعات ليصبح مجموع الوقت الذي استغرقته العملية 13 ساعة!! يقول والد الطفل: توقعت أن أقابل الطبيب بعد العملية وهو متجهم منهك من التركيز والتعب لمدة 13 ساعة متواصلة.. ولكنني تفاجأت أنه يخرج إليّ بابتسامة عريضة وروح عالية ويبشرني بنجاح العملية ولله الحمد.. ذاق نواف طعم العافية، واستقام جسمه بعد اعوجاج سنوات.. فسبحان من رحمته وسعت كل شيء. المعجزة الطبية حصلت على يد الدكتور *عبدالرحمن بن مبارك العرجاني* استشاري جراحة العظام والعمود الفقري بالمستشفى العسكري بالرياض!! فقد أثبتت المصادر الطبية أنه لا يوجد حالة مشابهة لهذه الحالة في العالم!! لأن التثبيت تم من الفقرة العنقية الثانية إلى الفقرة العجزية الأولى!! الرياض أصبحت عاصمة المجد.. عاصمة الإبداع.. عاصمة التطور.. والتقدم في كل المجالات.. بفضل الله ثم سواعد أبناء الوطن..وإذا افتخرت الدول بمبدعيها، ف(إن بني عمك فيهم رماح). وإذا قيل لك إن الطب مهنة إنسانية.. فاعلم أنهم يقصدون الدكتور عبدالرحمن العرجاني ومن هم على شاكلته..أطباء أخلصوا للمهنة واحترموا أخلاقياتها.. الدكتور عبدالرحمن العرجاني نجم ساطع في سماء الإبداع الوطني.. تفخر به المملكة وهو أحد أشهر جراحي العمود الفقري في العالم.. تجده بين العيادة والمكتب والمنزل.. رجل مخلص لدينه ومليكه ووطنه.. ومحترف في أداء مهنته الإنسانية..