بين يومي الجمعة والإثنين نشطت الدبلوماسية الفرنسية في إجراء إتصالات دولية في كل إتجاه لضمان التوصل إلى هدنة إنسانية في #الغوطة الشرقية في سوريا، ولم تكن وزارة الخارجية وحدها مَن تولّى هذه الإتصالات بل كان الرئيس الفرنسي ايمانويل #ماكرون شخصياً هو مَن يتصل بقادة العالم لإبلاغهم بخمس أولويات فرنسية في سوريا. وكشف مصدر رئاسي فرنسي عن خمس نقاط أبلغها الرئيس ماكرون للقادة الذين إتصل بهم هاتفياً وإعتبر تحقيقها أولوية، وهم الرئيس الأميركي دونالد #ترمب الذي إتصل به ليل الخميس - الجمعة والرئيس الإيراني حسن روحاني الذي هاتَفَهُ الأحد والرئيسان التركي رجب طيب اردوغان والروسي فلاديمير بوتين اللذان إتصل بهما الإثنين وإتصاله ببوتين هو الثاني خلال أيام، كما تحادث ماكرون هاتفياً ثلاث مرات خلال عطلة نهاية الأسبوع بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس. أما النقاط الخمس التي يعتبرها الرئيس الفرنسي أولوياته في سوريا فهي: 1- إعلان النظام السوري موافقته الواضحة على قرار مجلس الأمن 2401 الذي وافقت عليه روسيا وتمّ تبنيه الشهر الماضي بالإجماع والذي دعا إلى هدنة إنسانية في سوريا. 2- إرساء وقف إطلاق نار إنساني يمهد لإرساء حلّ سياسي. 3- فتح فوري لمعابر آمنة يتم من خلالها إيصال قوافل المساعدات الإنسانية. 4- إجلاء الجرحى، خصوصاً ذوي الإصابات الخطرة، ويُقدّر عددهم بحوالى الألف. 5- وضع آلية تضمن مراقبة وقف إطلاق النار بإشراف الأممالمتحدة "لأن الأهم من تبني القرار 2401 هو تطبيقه"، وفق المصدر نفسه. الهدنة الروسية فشلت وفصائل الغوطة ليست في خط واحد واعتبر المصدر الرئاسي الفرنسي أن هدنة الخمس ساعات يومياً التي إقترحتها روسيا الأسبوع الماضي "لم تكن كافية ولم تسمح لا بإجلاء الجرحى ولا بإيصال المساعدات الإنسانية، خصوصاً أن القتال تواصل بأشكال عدة". ولفت المصدر نفسه إلى أن الأولويات المذكورة أعلاه لا تعني حصول أي تغيير في عزم فرنسا على مكافحة الإرهاب، وهو أولى الأولويات، والحؤول دون أن تصبح سوريا قاعدة له. وعن الفصائل المسلحة الموجودة في الغوطة قال المصدر في الإليزيه إنه "لا يجب الوقوع في فخ النظام الذي يقول إن كل المجموعات في الغوطة تعمل مع بعضها البعض ليبرر القصف على الجميع، ويكرّر النظام القول إن مكافحة الإرهاب تعني مكافحة خصومه جميعاً". وردّاً على سؤال ل"العربية.نت" قال المصدر "إن طرفَيْ النزاع يتبادلان إطلاق النار في الغوطة لكن الطرف الذي يعرقل وصول المساعدات هو النظام"، مشيراً إلى أن قافلة واحدة فقط من المساعدات تمكنت من الوصول للمحتاجين إليها في الغوطة منذ بداية العام، في حين أن قافلة جديدة هي "قيد الوصول حالياً" إلى دوما تحديداً. صيغة أستانة معطّلة والنظام يرفض تشكيل اللجنة الدستورية من جهة أخرى اعتبر المسؤول الفرنسي أن صيغة محادثات أستانا التي ترعاها #روسيا و #إيران و #تركيا هي صيغة معطّلة ولا تعمل حالياً لأن مناطق #خفض_التصعيد لم تنجح، وأشار إلى أن النظام رفض فكرة اللجنة الدستورية التي كان تشكيلها أبرز مقررات مؤتمر سوتشي. ودعا المصدر نفسه إلى عدم تصديق رواية بشار #الأسد بأنه إنتصر لأن "السيطرة على أراض من هنا وهناك مسألة نسبية ومتحركة"، كما أن #إيران نفسها التي تدعمه تواجه مشاكل داخلية وأخرى خارجية ومع الأسرة الدولية. ماكرون يزور لبنانوإيران من جهة أخرى، وردّاً على سؤال آخر ل"العربية.نت" عن موعد زيارة الرئيس الفرنسي إلى إيران قال المصدر في الاليزيه إن ماكرون أعلن سابقاً أنه سيزور إيران لكنه لم يحدد موعداً لذلك "فأمامه السنوات الباقية من الولاية الرئاسية" ليحدد ذلك، في تلميح إلى أن هذه الزيارة ليست قريبة. وعن زيارته إلى لبنان، والتي كانت مقررة مبدئياً في شهر ابريل، قال المصدر إنها تأجلت "لأسباب مرتبطة بجدول مواعيد ماكرون" وهي ستحصل بعد الإنتخابات التشريعية اللبنانية المقررة بعد شهرين، "وربما تحصل الزيارة في الصيف المقبل".