في المدينة أماكن حض رسول الله صلى الله عليه وسلم على زيارتها, وهذه الأماكن هي ؛ وفيما يلي عرض موجز لفضائلها وآداب زيارتها : 1 - المسجد النبوي الشريف : أهم معالم المدينةالمنورة , وردت في فضائله والحض على زيارته والصلاة فيه عدة أحاديث نبوية منها : ما رواه الإمام البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تُشَدُّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام , ومسجدي هذا , والمسجد الأقصى" , وقال صلى الله عليه وسلم : " صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام " .ويستحب لمن زار المسجد النبوي الشريف أن يزور ( الروضة الشريفة وقبر النبي صلى الله عليه وسلم ) أ - الروضة الشريفة: وهي موضع في المسجد النبوي يقع بين المنبر وحجرة النبي صلى الله عليه وسلم ، ويبلغ عرضها قرابة 26 متراً ونصف، وهي الآن محددة بسجاد أخضر اللون مختلف عن بقية سجاد الحرم ، ويستحب لمن زار المدينة الحرص على الصلاة والعبادة فيها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة" (البخاري 1195, مسلم 1390). ب - قبر النبي صلى الله عليه وسلم : فيستحب لمن كان بالمدينة أن يزور قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وصفة زيارته لقبر النبي صلى الله عليه وسلم كالتالي: 1- السلام على النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه, فعن نافع: أن ابن عمر كان إذا قدم من سفر دخل المسجد ثم أتى القبر فقال: "السلام عليك يا رسول الله, السلام عليك يا أبا بكر, السلام عليك يا أبتاه" (ابن أبي شيبة 11793، عبد الرزاق 6724, البيهقي 10271). 2- أن يقف عنده باحترام وأدب ولا يرفع صوته، فإن النبي صلى اله عليه وسلم موقر حيًّا وميتًا, وقد قال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ . إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ). 3- أن يقف قريبًا منه قدر المستطاع عند السلام عليه مستقبلاً القبر؛ لأن مخاطبته مِن بُعْد قلة أدب, قال الله تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ). 4- ألا يتمسح بالقبر أو بشيء آخر؛ فالمسح والاستلام عبادة اختص بها الحجر الأسود والركن اليماني. وفي رواية لأثر ابن عمر السابق: "بدأ بقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى عليه وسلم ودعا له، ولا يمس القبر" (السنن الصغرى للبيهقي 1770). 5- عدم سؤال النبي صلى الله عليه وسلم قضاء حاجة، أو تفريج كربة, أو شفاء مريض؛ لأن كل هذا لا يطلب إلا من الله عز وجل الحي الذي لا يموت, والنبي صلى الله عليه وسلم جاء بالتوحيد ونفي الشرك. 6- عدم اعتقاد أن زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم واجبة أو شرط في الحج، كما يظنه بعض العامة وأشباههم، بل هي مستحبة في حق من زار مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ، أو كان قريباً منه. 2 - مسجد قباء مسجد قباء هو أول مسجد بني في الإسلام، خطه الرسول صلى الله عليه وسلم بيده عندما وصل إلى منطقة قباء مهاجراً من مكة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقصده بين الحين والآخر ليصلي فيه، ويختار يوم السبت غالباً، ويحض على زيارته, وقد جاء في الحديث الذي رواه ابن ماجه " من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له أجر عمرة ". 3 - مقبرة البقيع : البقيع : هو المقبرة الرئيسة لأهل المدينةالمنورة منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكان يسمى بقيع الغرقد نظراً لانتشار شجر الغرقد فيه قديماً . يقع في مواجهة القسم الجنوبي الشرقي من سور المسجد النبوي، يضم البقيع رفات الآلاف من أهل المدينة ومن توفي فيها من المجاورين والزائرين، وُيروى أن ما يقرب من عشرة آلاف صحابي دفنوا فيه، منهم أمهات المؤمنين وزوجات رسول الله صل الله عليه وسلم ( عدا خديجة، وميمونة )، وبناته , وآخرهن فاطمة الزهراء، وابنه إبراهيم، وعمه العباس، وعمته صفية، وحفيده الحسن بن علي ، وذو النورين عثمان رضي الله عنهم، وغيرهم كثير ، وقد وردت أحاديث عدة في فضل البقيع وزيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن دفن فيه ودعائه لهم . ويشرع لمن زار المدينة النبوية زيارة البقيع والسلام على الأموات فيها، اقتداءً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم - 4- مقبرة شهداء أحد في شمال المسجد النبوي وعلى بعد أربعة كيلومترات منه ، تقع مقبرة سبعين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم استشهدوا في غزوة أحد التي وقعت في شوال سنة ثلاث للهجرة وفي مقدمتهم عمه حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزور المقبرة بين الحين والآخر . المصدر (مركز بحوث وراسات المدينةالمنورة )