تعهد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الخميس 15 ديسمبر/كانون الأول، بإنشاء مناطق إنسانية آمنة في سوريا ومطالبة دول الخليج بتمويل هذا المشروع. وأعلن ترامب في تصريح أمام مؤيديه في مدينة هيرشي بولاية بنسلفانيا أن هذا الإجراء يهدف إلى مساعدة المدنيين، واصفا ما يجري في سوريا بأنه أمر مؤسف للغاية. وأصر الرئيس المنتخب على أن بلاده غير قادرة، بسبب الحجم الضخم لدينها العام، على تمويل هذا المشروع، مضيفا أنه سيطالب دول الخليج بتقديم الأموال المطلوبة. كما جدد ترامب في تصريحاته وعوده الانتخابية، بما في ذلك رفض سياسة تغيير الأنظمة التي تنتهجها الإدارة الحالية، والقضاء على تنظيم "داعش"، وبناء جدار فاصل عند الحدود الأمريكية المكسيكية للحيلولة دون تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى الولاياتالمتحدة، فضلا عن تعزيز قدرات الجيش الأمريكي. يذكر أن هذه كانت المرة الأولى التي يؤكد فيها ترامب، منذ انتخابه، عزمه على إنشاء مناطق آمنة في سوريا، علما أنه لوح بذلك مرارا أثناء حملته الانتخابية كإجراء يهدف إلى تخفيف سيل اللاجئين الفارين من الحرب الدائرة في سوريا للعام السادس على التوالي. في غضون ذلك، أكد وليد فارس، مستشار السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي المنتخب، موقف دونالد ترامب بأن التعاون مع موسكو قد يلعب دورا رئيسا في حل عدة مسائل أولوية بالنسبة للإدارة الأمريكية الجديدة في الشرق الأوسط، بما فيها وضع حد للأزمة السورية واستئصال خطر "داعش". وذكرت قناة "سي إن إن" الأمريكية نقلا عن فارس قوله، أثناء لقائه مع الدبلوماسيين من الدول العربية، إن الإدارة الجديدة ترى أيضا أولوية لها في الحفاظ على الاستقرار داخل العراق، بالإضافة إلى تسوية الأوضاع في اليمن وليبيا، مضيفا أن تحسين العلاقات مع روسيا قد يساعد في حل أكبر أزمات الشرق الأوسط. وأشار المستشار إلى أن تعيين رئيس شركة "إيكسون موبيل" النفطية، ريكس تيليرسون، لمنصب وزير الخارجية الأمريكي قد يسهم في التقارب مع موسكو "نظرا لصلاته القوية مع القيادة الروسية"، كما تنقل "سي إن إن". إلى ذلك، تطرق فارس في تصريحاته إلى ملف إيران النووي، معلنا أن الرئيس المنتخب يعتزم دراسة الاتفاق المبرم في 14 يوليو/تموز 2015 بين طهران ومجموعة "5+1"، وقد يدعو لاحقا إلى إعادة صياغة عدة بنود فيه. في الوقت نفسه، أفاد مستشار ترامب بأن التسوية الفلسطينية الإسرائيلية لن تندمج في قائمة الأولويات المطروحة أمام الإدارة الأمريكية الجديدة، مضيفا في الوقت نفسه أن الرئيس المنتخب يسعى إلى الإسهام شخصيا في عملية تسوية هذه القضية.