تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -, افتتح صاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية اليوم, فعاليات المؤتمر السعودي الدولي الرابع للتقنيات المتناهية الصغر 2016، الذي تنظمه مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالتعاون مع جامعة الملك فهد للبترول والمعادن لمدة يومين ، بحضور معالي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور خالد بن صالح السلطان، وذلك في مقر الجامعة بالظهران . وبدئ الحفل المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى مدير المركز الوطني للتقنيات المتناهية الصغر رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور عبدالله بن إبراهيم الخضيري, كلمةً أوضح فيها أن المؤتمر يناقش تصنيع المواد النانوية، والإلكترونيات والضوئيات النانوية، والخلايا الشمسية ، بالإضافة إلى التطبيقات الطبية والبيئية لتقنية النانو . بعدها ألقى وكيل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن للأبحاث التطبيقية رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتور سهل بن نشأت عبدالجواد, كلمةً أبان فيها أن الجامعة نشرت من خلال مركز التميز البحثي لتقنية النانو عام 2015 ما يقارب ال 100 ورقة علمية محكّمة عالميًا, حول إنتاج واستخدام المواد المتناهية الصغر في أرقى المجلات العالمية، وحصلت على سبع براءات أمريكية ، تركزت في مجملها على الاستفادة من هذه التقنية في مجالين رئيسين هما صناعة البترول والبتروكيمياويات، كما طوّرت الجامعة شراكات مع العديد من المؤسسات الأكاديمية الرائدة في مثل هذا المجال منها على سبيل المثال معهد ( MIT ) وجامعة الينوي في الولاياتالمتحدة وجامعة هوكايدو في اليابان, إضافة إلى العديد من الشراكات الصناعية الوطنية مع أرامكو السعودية وسابك وغيرهما، وصممت الجامعة برنامجًا خاصًا ونوعيّ, يستهدف طلاب المدارس والجامعات والباحثين من التخصصات الأخرى لزيادة الوعي المجتمعي بهذه التقنية من خلال برامج التواصل المجتمعي وبما يناسب الفئات العمرية المختلفة . وأشاد الدكتور عبدالجواد بالدور الكبير الذي تقدمه مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية من خلال نقل وتوطين التقنيات المختلفة واستخدامها لتلبية الاحتياجات الوطنية ومتطلبات التنمية في المجالات الصناعيّة والصحيّة والزراعيّة والبيئيّة وغيرها . بعد ذلك, ألقى صاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية, كلمةً أكد خلالها حرص المدينة على تهيئة البيئة البحثية المناسبة والداعمة لمبادرات وبرامج "رؤية المملكة 2030"، حيث قدمت المدينة مبادراتها ضمن برامج التحول الوطني 2020 التي تهدف في مجملها إلى تعظيم المحتوى المحلي التقني في المملكة في القطاعات الرئيسية ومن ضمنها المتعلقة بتقنية النانو . وبيّن سموه أن المدينة عملت على إنشاء 15 مركزاً للتميز المشترك مع عدد من الجامعات والمراكز البحثية العالمية الكبرى بهدف نقل وتوطين التقنيات الاستراتيجية الملائمة للمملكة, منها 6 مراكز تميز في مجالات تقنية المواد، مشيرًا إلى تعاون المدينة مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وجامعة كاليفورنيا سانتا باربارا في مجال تقنيات الإضاءة ( LED ) مع البروفيسور ناكامورا الحاصل على جائزة نوبل للفيزياء عام 2014ونتج عن هذه الشراكات تدريب وتأهيل عددٍ كبير من الباحثين والباحثات السعوديين في مجال تقنية المواد والنانو . وأكد سموّه بأن حكومة خادم الحرمين الشريفين تولي اهتماماً كبيراً بالبحث العلمي والتطوير التقني في مختلف المجالات لدورهما المهم في التنمية المستدامة ، وزيادة القيمة المضافة دعماً للاقتصاد الوطني من خلال نقل وتوطين التقنيات المتقدمة للمملكة وتطويرها، وتجسيداً لهذا الاهتمام عملت المدينة على نقل وتوطين أحدث التقنيات، وبناء القدرات الوطنية لدفع عجلة البحث العلمي والتطوير التقني بالمملكة، وتوثيق التعاون مع الجامعات والمراكز البحثية مثل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 و برنامج التحول الوطني 2020 في العديد من المجالات العلمية ، ومنها تلك المتعلقة بتقنية النانو . كما نوّه سموّه بحصول رئيس الفريق البحثي المشترك بين المدينة وجامعة نورث ويستيرن الأمريكية البروفيسور جيمس فريزر ستودرت على جائزة نوبل في الكيمياء لهذا العام 2016م ، مهنئاً البروفيسور ستودرت لفوزه بجائزة نوبل في مجال الكيمياء عام 2016م ، والبروفسور ناكامورا لفوزه بجائزة نوبل في مجال الفيزياء عام 2014م, وكذلك البروفيسور عمر ياغي, والبروفيسور مايكل غريتزل لفوزهما بجائزة الملك فيصل العالمية في مجال العلوم لعام 2015م . عقب ذلك جرّت مراسم توقيع اتفاقية إنشاء وتمويل مركز تميز لكفاءة الطاقة بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والجامعة, حيث وقّعها من جانب المدينة الأمير تركي بن سعود, ومن جانب الجامعة معالي مدير الجامعة الدكتور خالد بن صالح السلطان . إثر ذلك بدأت فعاليات المؤتمر بعقد الجلسة الأولى برئاسة المشرف على معهد بحوث علم المواد بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور منير الدسوقي ، وتضمنت أوراق علمية، حيث تحدث البروفيسور فريزر ستودارت من جامعة نورث ويسترن بالولاياتالمتحدةالأمريكية، حول تصميم وتصنيع الأنظمة غير المتوازنة ، بعدها تطرق البروفيسور شوجينا كامورا من جامعة كاليفورنيا سانتا باربرا في الولاياتالمتحدةالأمريكية ، إلى اكتشاف الإنارة بثنائي الوصلة ذات الكفاءة العالية ومستقبل مصابيح الحالة الصلبة، فيما استعرض البروفيسور عمر ياغي من جامعة كالفورنيا بيركلي في الولاياتالمتحدةالأمريكية المواد المنسوجة الجديدة، ثم تحدث البروفيسور شريف الصفتي من المعهد الوطني لعلوم المواد في اليابان ، عن الحلول النانومترية لمشاكل مياه الشرب والأخطار البشرية الناتجة من المواد الخطرة. وفي الجلسة الثانية التي رأسها الدكتور محمد العسيري من جامعة نجران والمخصصة لتصنيع المواد النانوية ، تحدث الدكتور أنجل سانجورجو من معهد أبحاث ستانفورد بأمريكا ، عن أصباغ الرنين النانومرية الساطعة والشفافة من نيترات التيتانيوم والزركونيوم الوهافيوم ، ثم تناول الدكتور عمر محمد من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية الرصد الآني لحركية الناقلات في المواد النانومترية باستخدام الليزر الطيفي والمجهر الإلكتروني رباعي الأبعاد، بعدها تطرق الدكتور سالم الفيفي من جامعة الملك خالد لسبر المحتوى النيتروجيني وتأثيره على التركيب البنيوي وخواص العزل للألماس ذي الأبعاد النانومترية الصغيرة والمطعم بالنيتروجين . وتضمنت الجلسة الثالثة التي رأسها الدكتور عثمان بكر من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ، وخصصت للإلكترونيات والضوئيات النانوية, أوراقًا علمية, حيث تحدث البروفيسور أنسوفو ميهيروهاتا من جامعة يورك بالمملكة المتحدة عن نبائط الإلكترونيات المغزلية النانومترية ، ثم تطرق البروفيسور بون وي من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية لمصادر الضوء من أسلاك نيترايد الجاليوم وإنديومنيترايد الجاليوم النانومترية على ركائز غير معهودة ، فيما استعرض الدكتور طارق الهويمل من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، تقنية جديدة لقياس فجوة الطاقة للمواد المغناطيسية شبه المعدنية. وفي الجلسة الرابعة التي رأسها أوس الشمسان من جامعة الملك سعود, وخصصت للتطبيقات الطبية والبيئية ، تحدث البروفيسور أحمد فوزي إسماعيل من جامعة التكنولوجيا الماليزية ، عن تقنية الأغشية المعتمدة على علم النانو وحلول معالجة المياه المستدامة، ثم تطرق البروفيسور بينامينسياو من جامعة ستوني بروك بأمريكا ، إلى السليلوز النانومتري لتطبيقات تنقية المياه ، بعدها تناول الدكتور أحمد جمال الدين من جامعة بني سويف بمصر استخدام هجين الغرافين النانومتري الإسفنجي غير المتناظر لتحلية المياه المالحة من خلال تقنية إزالة التأين السعودية ، فيما تحدث الدكتور ماجد نصار من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية عن نظام التعقيم بالأشعة فوق البنفسجية (تقنية ثنائي الوصلة) لسجاد وأرضيات الحرمين الشريفين. ويختتم المؤتمر أعماله غدًا بعقد خمس جلسات علمية تناقش تصنيع المواد النانوية، والإلكترونيات والضوئيات النانوية، والخلايا الشمسية وتطبيقات الطاقة ، بالإضافة إلى التطبيقات الطبية والبيئية .