قررت وزارة التربية الوطنية في الجزائر سحب أحد كتب الجغرافيا المدرسية إثر اكتشاف خطأ في خريطة استبدلت فلسطين بإسرائيل.وفقًا ل "ميدل ايست أونلاين ". ويقول نقابيون إن قطاع التعليم يشهد مشاكل كثيرة مثل اكتظاظ الفصول وغياب النقل المدرسي والمطاعم داخل المؤسسات التعليمية فضلا عن نقص تأهيل الأساتذة حول المناهج الجديدة وانتشار الاخطاء 'الكارثية' داخل الامتحانات الى جانت استفحال الغش وبروز معظلة تسريب الامتحانات. وقالت وزارة التربية في بيان إنه "تبعا لاكتشاف خطأ في صفحة من الكتاب المدرسي لمادة الجغرافيا للسنة الأولى متوسط المطبوع من طرف دار النشر المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية قررت وزارة التربية الوطنية السحب الفوري لهذا الكتاب ومطالبة الناشر بتصحيحه". وأكدت الوزارة ، النسخة التي تم اعتمادها "لم تتضمن الخطأ"، وحملت الناشر، وهو مؤسسة حكومية، المسؤولية، وطالبتها "بتغيير الصفحة التي وقع فيها "الخطأ" بصفحة تتضمن معلومات صحيحة". وتثير وزيرة التربية والتعليم نورية رمعون بن غبريت جدلا واسعا في الجزائر بسبب سياساتها التعليمية التي تميل إلى الغرب وفرنسا بشكل خاص. وأثار هذا الخطأ فور اكتشافه عاصفة من الجدل وانتقادات لوزارة التربية في الجزائر. وقام البعض بتضخيم الموضوع وتغليفه بابعاد سياسية وعقائدية ضيقة، وقاموا بشن هجوم حاد على وزيرة التربية المعروفة برغبتها في تطوير وتعصير التعليم واعتبروا ان أصول عائلتها يهودية. وأثارت إصلاحات في قطاع التعليم بالجزائر تنوي الوزارة تطبيقها مع بدء العام الدراسي القادم حالة من الرفض والتخوف في البلاد، بسبب الاستعانة بخبراء من جنسية فرنسية، وتقليص حجم تدريس اللغة العربية مقابل الفرنسية. ورغم الضجة الكبيرة المثارة حاليا في الجزائر حول هذه الإصلاحات إلا أن نورية بن غبريت، لا تزال مصرة على الاستمرار فيها، وقالت في لقاء جرى في المجلس الشعبي الوطني (الغرفة السفلى للبرلمان)، "لا تقلقوا فلن أرجع بكم إلى ما بعد الاستقلال"، حيث كانت تعني هيمنة الفرنسية على المناهج التربوية بعد استقلال البلاد عن فرنسا عام 1962. وكانت تنظيمات نقابية مستقلة قالت في بيان لها "إصلاحات الوزيرة هي إمعان في طعن الهوية الجزائرية وتراجع عن مكتسبات المدرسة الأصيلة، وانزلاق خطير نحو تجسيد ما عجز عن تحقيقه المدافعون عن الأجندة الفرنسية في الجزائر، بل ومحاولة لمسخ المدرسة الجزائرية وجعلها رهينة لغة فرنسية غير قادرة على فرض ذاتها في بلدها الأم، أمام اللغة الحية الأولى في العالم، وهي الإنكليزية. كما تسبب ورود اخطاء في امتحانات هامة بالجزائر الحرج والضيق لوزارة التربية. وكانت وزارة التربية الجزائرية اقرت بخطأ تم تسجيله في امتحانات البكالوريا 2015 في سؤال اللغة العربية، حيث نسبت قصيدة الشاعر السوري نزار قباني "شعراء الأرض المحتلة" إلى الشاعر الفلسطيني محمود درويش. وتعاني المنظومة التعليمية في الجزائر من وهن كبير وتقهقر في مستوى التلاميذ الى جانب انتشار ظواهر الغش والاخطاء والتسريبات اثناء الامتحانات المصيرية. واثارت فضيحة تسريب مواضيع امتحان البكالوريا 2016 جدلا كبيرا بين المطالبين بإعادة تنظيم الامتحانات كلها لإنقاذ سمعة الشهادة المدرسية، والمطالبين بإعادة تنظيم الامتحانات في المواد التي ثبت فيها التسريب، فيما ذهبت تخمينات إلى احتمال إقالة وزيرة التربية. واستجوبت الشرطة الجزائرية من جانبها عشرات المواطنين بهدف تحديد الأشخاص المسؤولين عن تسريب الامتحانات. وانتقدت الحكومة الجزائرية تسريب الامتحانات، واعتبرته تهديدا للأمن القومي للبلاد. وتنتشر ظاهرة الغش في مختلف المستويات التعليمية بالجزائر، وتؤدي بدورها الى اضرار بسمعة التعليم. وكانت وزارة التعليم الجزائرية اعلنت أنها قامت بادخال أجهزة للتشويش على الهواتف الذكية في فصول اجتياز الامتحانات، للتصدي للغش عبر الانترنت والمكالمات الهاتفية. واتت الخطوة بعد موجة غش وصمت بكالوريا 2015 (الثانوية العامة)، حيث لجأ مترشحون جزائريون إلى استخدام تقنية "الجيل الثالث" لتصوير أسئلة الاختبارات ونشرها مباشرة على صفحات فيسبوك وإرفاقها بعبارات طلب المساعدة للحصول على الأجوبة الصحيحة. وتم تنظيم حملة تحسيسية قوية وصارمة لفائدة التلاميذ والأولياء لتوعيتهم بمخاطر الغش وتبعاته. وتطفو على السطح في الجزائر في بعض الاحيان ومع العودة المدرسية الجديدة مسائل عابرة الا انه يقع تضخيمها والمبالغة في طرحها وتأويلها وتحويلها الى ازمة كبيرة. وكان فيديو سيلفي صورته معلمة جزائرية مع تلاميذها بمناسبة بداية العام الدراسي الجديد، تحدثت فيه عن اللغة العربية والتربية الخلقية اثار جدلا واسعا في البلاد وادى الى فتح تحقيق فيه من طرف وزارة التربية. وتظهر المعلمة في الفيديو وهي تلقن تلاميذها وهم يرددون معها "العربية أغنى لغات العالم وهذا العام سيكون لساني عربيا إلى جانب مفاهيم في التربية الخلقية مثل المحبة والوفاء والصدق". وقال مسعود بوديبة الناطق باسم نقابة مجلس مستخدمي التعليم (مستقل) "نستنكر إثارة مثل هذا الموضوع الهامشي من قبل الوزارة في وقت هناك مشاكل كبيرة يعيشها قطاع التعليم تم تجاهلها". من جهته قال قويدر يحياوي، الناطق باسم نقابة عمال التربية (مستقلة) "وزيرة التربية أعطت هذه القضية أكبر من حجمها بفتح تحقيق في فيديو عادي لا يخدش الحياء وليس فيه تشهير والقانون لايمنع ذلك بصراحة لأنه لا يمس الأخلاق".