قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده لا ترغب في تصعيد الأمور مع روسيا عقب إسقاط مقاتلة سوخوي 24، وأعرب عن أمله في لقاء المسؤولين الروس في فرنسا، مؤكدا وقوف تركيا إلى جانب اللاجئين السوريين. وقال أردوغان -في خطاب ألقاه اليوم السبت خلال تدشينه مشاريع في محافظة الكسير (وسط غرب البلاد)- إنه يتطلع لعودة الأمور إلى ما كانت عليه مع روسيا، مشيرا إلى أن قمة المناخ في باريس يوم الاثنين المقبل قد تكون مناسبة للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وشدد الرئيس التركي في الوقت نفسه على أنه لن يقبل اختراق أجواء بلاده، مشيرا إلى أن أنقرة حذرت مرارا من عمليات الاختراق. وأشار إلى أنه على روسيا إدراك أن تركيا مهمة جدا لها، وأن ثمة اهتماما مشتركا بين البلدين. وتعليقا على التصعيد السوري والروسي في شمال سوريا، خاصة في منطقة باير بوجاق حيث يقطن سوريون من القومية التركمانية، أكد أردوغان أنه لا يرضى بهذه التطورات، و"أننا لن نبقى مكتوفي الأيدي"، مشيرا إلى أن "داعش (تنظيم الدولة) ليس موجودا في تلك المنطقة". وتابع أن ثمة جرائم كبيرة ترتكب في سوريا على أيدي قوات النظام السوري الذي وصفه بالظالم. ورأى الرئيس التركي أن الرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم الدولة الإسلامية وجهان لعملة واحدة. وفي نفس الوقت، عبر عن استمرار بلاده في دعم اللاجئين السوريين، وأشار إلى أن "أبواب تركيا ستبقى مفتوحة أمامهم". وأضاف أن ثمة هيئات إغاثية تنتمي إلى نحو مئة دولة تنشط في تركيا، "ونعرف جيدا أن معظم تلك الهيئات لديها حسابات أخرى، ورغم ذلك فإننا لا نعيق عملها ما دام لم يحدث ما يهدد أمننا". وكان أردوغان حذر أمس -في خطابه خلال افتتاح مشاريع تنموية في مدينة بايبروت- نظيره الروسي من "اللعب بالنار"، رافضا تصريحاته بشأن المطالبة باعتذار تركيا عن إسقاط الطائرة الروسية يوم الثلاثاء الماضي. وشدد حينها على أن تركيا "لم تتعمّد إسقاط الطائرة الروسية، والحادثة عبارة عن ردّة فعل طبيعية لانتهاك مجالنا الجوي وتطبيق لقواعد الاشتباك". وكان بوتين قد عبّر في وقت سابق عن أسفه لعدم تلقي روسيا "اعتذارات واضحة من قادة تركيا ولا عروض تعويض عن الأذى والضرر، ولا وعودا بمعاقبة المجرمين المسؤولين عن جرائمهم" بعد إسقاط الطائرة. وفي هذه الأثناء، حذرت الخارجية التركية مواطنيها من التوجه إلى روسيا في هذه الظروف ما لم تستدع الضرورة ذلك، بسبب المعوقات التي يواجهونها في الإقامة هناك. وقالت الوزارة في بيان لها إن العلاقة بين البلدين تشهد حالة من التوتر في الفترة الأخيرة، ودعت الأتراك إلى عدم السفر إلى روسيا، "إلى حين اتضاح الأمور في المرحلة المقبلة بين أنقرة وموسكو".