كأي فتاة بدأت برسم فارس أحلامها لكي يهب لها من الحب والحنان والأمان غير الذي وجدته في بيت والدها, وخاصة بعد أن وصلت سن الرشد..., ولكن ضاعت أحلامها الوردية ..بسبب أخطاء والدها.. ليحكم عليها بالإعدام لعدم قدرة المجتمع والفرد على فهم الحقائق وغفر الذنوب والتمييز بين أفراد العائلة الواحدة . مني فتاه فائقة الجمال أنهت مرحلتها الجامعية بصعوبة, تنتظر أن يغفر المجتمع ذنب والدها الذي عرف في محيطة مجتمعة بأنه مدمن للمخدرات, لتحرم من الحلم بالارتباط بشاب ليحكم عليها وعلى أسرته بالنبذ ومن ثم الإعدام من حيث لا تعلم. ورغم أن المجتمع نفسه يشهد بعلو أخلاقها وحسن تعاملها إلا انه هو نفسه من يظلمها ويحرمها من أن يفكر شخص في الزواج منها والارتباط فيها أو حتى مساعدتهم .. لمجرد أن والدها مدمن مخدرات ,كما سبقها ذلك الحرمان من أن يكون لها صديقة تحتك بهم في الجامعة . ليضل هذا البيت ومن فيه مكان مشبوه ومنبوذ وليس لمن يرون أنهم أصحاب شأن وعفة وعصمة الاقتراب منه.. لتوصم هذه العائلة بالعار ولتشعر بأنها منبوذة أو أقل مستوى في مجتمع لا يرحم . ولتحاول جمعية الهيئة الفلسطينية للتنمية بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة, مساعدة هذه العائلة, وذلك لإيمانهم بأن مرض الإدمان لا يصيب الشخص فقط بل تمتد أثاره للإصابة هؤلاء ممن يعيشون ويتعاملون مع المرض سواء كان في محيط عائلته الشخصية أو محيط عمله أو دراسته أو محيط مجتمعه. وإيمانا من الجمعية بأن رحلة التعافي هي رحله لبناء حياه متوازنة للشخص مع كل من يحيطون به فهم يحاولون التخفيف عن الأسرة ,بمساعدة الأسر والعائلات بقدر المستطاع, فقد أثبتت الدراسات أن معدل 6 الى 10 أشخاص يتأثرون سلبا بالمدمن فالكثير من هؤلاء الأسر والعائلات انتقلت لهم أمراض القلق والخوف والاعتمادية وغيرها من الإمراض النفسية التي عانوا منها في حياة الإدمان والمدمن. ويقول مدير جمعية الهيئة الفلسطينية للتنمية نحاول من خلال الجمعية نشر مبادئ الاحترام المتبادل وتعلم مهارات التعايش مع المدمن كحالة انسانية , وتوعية المجتمع بحقيقة المدمن ودمج هذه العائلات بالمجتمع مرة أخرى لإعادة بناء العلاقات التي تأثرت نتيجة الفهم المجتمعي الخاطئ للمدمن ومحيطه الاسري على وجه التحديد، وإعادة الحميمة والتواصل والمحبة بينهم وبين المجتمع ، وكذلك التغلب على العقبات في عملية إعادة بناء الأسرة من كل الجوانب وتخفيف عليهم من ضغوط المجتمع المختلفة ". ويبين أن الجمعية تحاول أن تساعد عائلة منى الى جانب عدد 200 اسرة اخرى في قضايا مجتمعية ملحة جدا من حيث تقديم مساعدات مادية لإكمال مراحل التعليم وجلب الغذاء المناسب لهم بسبب عدم وجود شخص يعيل العائلات ماديا واكد مدير الهيئة الفلسطينية للتنمية بانه برغم الظروف المالية الصعبة التي تمر بها غالبية المؤسسات لتوفير احتياجات المجتمع لكن الهيئة تأخذ على عاتقها خدمة هذه الفئة معتمدة في غالب الاحيان على المساهمات المتواضعة لاعضائها ,ويتمني ان تحصل المؤسسة على كفيل او مانح لأجل أن يكون هناك برنامجا خاصا بداخل الهيئة الفلسطينية للتنمية يساند هذه العائلات التي زادت نسبتهم كثيرا في المنطقة الوسطي وبسبب الظروف المعيشية الصعبة التي تضغط على فئة الشباب وتجعله يتوجه لهذا المنحدر . ويضيف " لا يوجد جمعية خاصة في المنطقة الوسطي تساعد هذه العائلات كما لا يهتم أحدا في إعادة دمجهم في المجتمع وتخفيف عنهم , وتوصيل رسالة بان هذه العائلة ليس مذنبة إذا كان احد أفرادها قد وقع ضحية للمخدرات في يوم ما زما ذنب الآخرين وهذا الأمر يحتاج إلى تضافر الجهود لتحقيق التواصل الحقيقي بين الأسر التي يوجد بها شخص مدمن والمجتمع ".