أعلن مصدر قضائي بريطاني أن مواطني المملكة المتحدة الذين يقاتلون في سوريا سوف يخضعون لاستجواب "صارم" فور عودتهم وسيتم إحالتهم الى القضاء من أجل محاسبتهم على تلقي تدريبات على أعمال إرهابية والقتال ضمن مجموعات ربما تكون إرهابية وتضر بالمصالح البريطانية. ويأتي القرار البريطاني الجديد بعد إصدار السعودية أمس الاثنين قراراً مماثلاً، وإن كان أكثر صرامة في هذا المجال، حيث أصدر العاهل السعودي أمراً يجرّم من يقاتل خارج البلاد من السعوديين، وحدد بموجبه عقوبة السجن من 3 إلى 20 سنة لهؤلاء. وفي بريطانيا، قالت المدعية العامة المختص في قضايا الارهاب سو هيمنغ: "ليس مهماً الى أية درجة مقرف هذا الديكتاتور"، في إشارة إلى بشار الأسد، لكنها تابعت قائلةً: "لكن القوانين البريطانية واضحة، حيث إن تلقي أية تدريبات على أعمال إرهابية يُعتبر جريمة يعاقب مرتكبها عليها". وأضافت هيمنغ: "إنها جريمة بالنسبة لمواطني بريطانيا أن يغادروا الى الخارج ليكونوا طرفاً في صراع، أو أن يسافروا من أجل تلقي تدريبات على أعمال إرهابية". 400 بريطاني في سوريا . وبحسب هيمنغ فإن الادعاء العام "سوف ينظر في كل حالة على حدة قبل توجيه الاتهامات، لكن في نهاية المطاف إنها جريمة ومن حق الادعاء العام أن يتعامل معها على أنها كذلك". وفي سياق متصل، نقلت جريدة "تايمز" عن مصادر أمنية بريطانية تقديرها أعداد الذين سافروا من المملكة المتحدة للمشاركة بالقتال في سوريا بنحو 400 شخص، إلا أن ثمة شكوكاً عن أن بعضهم لم يسافر للقتال وإنما لتقديم المساعدات الانسانية للمنكوبين هناك. وتقول المصادر الأمنية إن نحو 200 من أصل 400 بريطاني تأكد انضمامهم الى مجموعات قتالية، وبعضها مرتبط بتنظيم القاعدة، فيما تثور الشكوك حول 200 آخرين. توجيه اتهامات ل3 بريطانيين . وخلال العام الجاري 2014، أي خلال شهر واحد فقط، اعتقلت السلطات البريطانية سبعة أشخاص على ارتباط بالأحداث في سوريا، من بينهم فتاتان بريطانيتان من أصل سوري تم اعتقالهما خلال محاولتهما تهريب 16 ألفا و500 جنيه استرليني على متن طائرة متجهة الى تركيا. وفي هذا السياق، أكد هيمنغ أنه تم توجيه اتهامات رسمية الى ثلاثة أشخاص من بين السبعة الذين تم اعتقالهم، حيث تبين أنهم سافروا الى سوريا وتلقوا التدريبات هناك، كما أنهم انضموا إلى جبهة النصرة، قبل أن يعودوا الى المملكة المتحدة حيث تم اعتقالهم. ويسود الاتحاد الأوروبي بأكمله، وليس فقط بريطانيا، مخاوف كبيرة ومتزايدة من الشباب الذين يتوجهون الى سوريا من أجل الانضمام الى صفوف المقاتلين ضد نظام بشار الأسد، حيث يخشى أن يعودوا لاحقاً الى أوروبا ويبدأون العمل لتنفيذ هجمات إرهابية بعد أن يكونوا قد تلقوا التدريبات اللازمة في سوريا.