أعلنت إدارة السجون العامة الإسرائيلية اليوم الاثنين بأن الأسرى الفلسطينيين وافقوا على إنهاء الإضراب المفتوح عن الطعام بعد أن توصلت إلى اتفاق معهم وفقا لموقع "هأرتس" الالكتروني الناطق بالعبرية. حيث أعلت الأفراح والمسرات والمسيرات ابتهاجا بعد هذا الإعلان عن توقيع اتفاق الأسرى في كل بيت أسير وكذلك في خيمة الاعتصام بالجندي المجهول وسط قطاع غزة ,كما قام مصلون من حركة فتح وحركة حماس بأداء الصلاة في خيمة الاعتصام ، بالصلاة والدعوة للوحدة الوطنية. وأضاف الموقع بأن بعض التفاصيل رشحت حتى ألان حول الاتفاق الذي توصل إليه الأسرى وإدارة السجون تشير إلى اتفاق على إنهاء عزل الأسرى الفلسطينيين مقابل تعهدهم بعدم العمل ضد امن "الدولة" انطلاقا من السجون والمعتقلات إضافة إلى التوصل لاتفاق يسمح لذوي الأسرى "من الدرجة الأولى" من قطاع غزة بزيارتهم. من ناحيته أكد جهاز الشاباك الإسرائيلي نبأ توقيع الاتفاق، وقال في بيان مختصر بان الاتفاق جاء ثمرة اتصالات بين الأمن الإسرائيلي والمصري والفلسطيني ويتعلق بتحسين شروط اعتقال الأسرى الفلسطينيين وطريقة وقف نشاطهم "الإرهابي" انطلاقا من السجون والمعتقلات. ووفقا لموقع يديعوت احرونوت الالكتروني الإسرائيلي وقع الأسرى على صيغة تعهد جاء فيها "أن العودة للعمل ضد الأمن الإسرائيلي انطلاقا من السجون أو العودة إلى الإضراب عن الطعام تلغي أي التزام إسرائيل بتحسين شروط اعتقالهم ". وأضاف الموقع أن إسرائيل وافقت مقابل توقيع التعهد المذكور على تحسين شروط الاعتقال وإدخال تسهيلات في عدة مجالات مثل أعادت الأسرى المعزولين إلى الأقسام العادية والسماح بزيارات عائلية لأسرى قطاع غزة على أن يكون على علاقة قرابة من الدرجة الأولى". ومنح الاتفاق وفقا لمصادر إدارة السجون العامة الأسرى أمكانية استكمال دراستهم الأكاديمية إضافة إلى استبدال قناتين فضائيتين تنطقان باللغة الروسية بأخرى تنطق باللغة العربية. وأضافت إدارة السجون بأنه ليس من الواضح حتى ألان فيما إذا سيقبل الأسرى الإداريين الاتفاق أم لا كونهم يشرعوا بالإضراب عن الطعام مطالبين بإلغاء اعتقالهم الإداري وليس بهدف تحسين شرط اعتقالهم خلافا للأسرى العاديين الذين طالبوا بتحسين هذه الشروط. أشاده بجهود مصر وأشاد الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى ، عبد الناصر فروانة بتصريح صحفي وصل "جازان نيوز " بالجهود العظيمة والرعاية المتميزة التي بذلتها الشقيقة مصر وخاصة وزارة الخارجية وجهاز المخابرات العامة ، طوال الأيام الماضية من أجل التوصل إلى هذا الاتفاق الذي أفضى إلى انتهاء إضراب الأسرى في سجون الاحتلال مقابل وتحسين ظروف احتجازهم ، وتلبية مطالبهم الأساسية والإنسانية والتي تتوافق بشكل كامل مع كافة المواثيق والأعراف الدولية . معتبراً الاتفاق الذي تم التوصل إليه فيما بين الأسرى المضربين وإدارة مصلحة السجون برعاية مصرية بمثابة انتصار حقيقي يُضاف إلى انتصارات الحركة الأسيرة التي تحقق بفعل صمودهم وتضحياتهم ومعارك الأمعاء الخاوية التي خاضوها ودماء عشرات الشهداء التي نزفت خلف القضبان . وقال فروانة : بأن الشقيقة مصر استمعت بانصات لمعاناة الأسرى ، وعملت بإخلاص من أجل وضع حد لها، وتحركت بجدية كبيرة وبذلت جهودا مضنية من أجل الوصول إلى هذه اللحظة التاريخية والمفصلية في مسيرة الحركة الوطنية الأسيرة والتي أعلن فيها عن توقيع " أتفاق الانتصار " . وأضاف : بأننا كفلسطينيين نقدر عاليا الدور الحاسم للشقيقة مصر ورعايتها لهذا الموضوع حتى النهاية، ونثمن الحراك التضامني مع الأسرى من قبل كافة المستويات ، ونٌقدر كافة الجهود العربية والإقليمية والدولية التي بُذلت في هذا السياق دعما ونصرة للأسرى وإضرابهم عن الطعام ومطالبهم العادلة وفي مقدمتها إنهاء العزل ألإنفرادي ، والسماح لأهالي قطاع غزة بزيارة أبنائهم ، ووقف سوء استخدام الاعتقال الإداري ، وإلغاء قانون شالي والإجراءات التي اتخذت عقب أسره . كما واكد صالح العاروري عضو المكتب السياسي لحركة حماس انه وبحسب الاتفاق يجب خلال 72 ساعة يجب خروج جميع الأسرى المعزولين من العزل، كما واكد أن اللجنة العليا لقيادة الإضراب توقع اتفاقا مع مصلحة السجون لإنهاء الإضراب بعد الاستجابة لمطالب الأسرى. فقد وقعت اللجنة العليا لقيادة إضراب الأسرى في سجون الاحتلال على اتفاق يتم بموجبه وقف الإضراب المفتوح عن الطعام، الذي استمر ثمانية وعشرين يومًا، مقابل تلبية جميع مطالب الأسرى، لا سيما إخراج الأسرى مع العزل الانفرادي. وأوضح العاروري، أنه بحسب الاتفاق؛ فسيتم خلال اثنين وسبعين ساعة إخراج جميع الأسرى المعزولين من العزل الانفرادي"، مشيرًا إلى أنه تم الاتفاق بشأن المعتقلين إداريًا إما أن تقدم لوائح اتهام بحقهم أو أن يتم إطلاق سراحهم مع انتهاء حكمهم الإداري. وأكد أنه تم الاتفاق على إنهاء عزل كافة الأسرى المعزولين بما فيهم حسن سلامة وإبراهيم حامد وعبد الله البرغوثي، والموافقة على زيارات أهالي غزة لأبنائهم في السجون، وإنهاء تطبيق ما يسمى بقانون شالي الذي فرض بعد أسر المقاومة الجندي جلعاد شاليط، وتحسن وضع الأسرى في السجون وإعادة الحياة في السجون إلى ما كانت عليه قبل عام 2000. ومن ناحيته أكد النائب بالمجلس التشريعي مشير المصري خلال مشاركته بالمسيرة انطلقت شمال غزة أن الاتفاق هو انتصار لإرادة الأسرى ورضوخ الاحتلال الإسرائيلي لمطالب الأسرى, مشدداً على أن خيارات المقاومة الفلسطينية مازالت مفتوحة مادام هناك أسيراً فلسطينياً في سجون الاحتلال. وقال المصري في رسالة للاحتلال:"إن معركة الأمعاء الخاوية التي انتصر فيها أسرانا البواسل يجب أن تكون درسا للاحتلال بأن يدرك انه ليس أمامه إلا الإفراج عن كافة الأسرى ". وتوجه النائب المصري بالتحية إلى الأسرى البواسل الذين صمدوا في هذه المعركة المباركة وللشعب الفلسطيني الذي وقف وقفة واحدة في تأكيد على أن قضية الأسرى هي الأولوية, كما شكر جمهورية مصر التي رعت الاتفاق وبذلت الجهود لإنهاء اضرب الأسرى في سجون الاحتلال. وفي نهاية كلمته, شدد المصري أن تحرير كامل أسرانا من سجون الاحتلال لا يكون ألا عبر طريق صفقة مشرفة كصفقة وفاء الأحرار التي انتصرت فيها المقاومة على الاحتلال. دعوات للمصالحة دعا عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وليد العوض أثناء مشاركته الفرحة في خيمة التضامن المقامة في غزة بتوقيع الأسرى اتفاق مع إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية في حديث لوسائل الإعلام إلى ضرورة الإسراع الفوري بإنهاء ملف الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس والعمل على استغلال لحظات الفرح بالنصر الذي حققه الأسرى، بتوحيد الوطن قائلاً " نحن نقول لهؤلاء الأسرى أنتم لستم وحدكم في هذه المعركة معكم كل الشعب الفلسطيني ومطلوب منا أن نواصل هذه الانتصار وأنا اعتقد أن الانتصار القادم الذي ينتظره الأسرى وكل الجماهير الفلسطينية هو إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية". ووجه العوض التحية للأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية الذين انتصروا على إرادة الاحتلال والسجان معتبرا أن الانتصار تحقق بفعل ثلاث عوامل حقيقة قائلاً " العامل الأول عزيمة وإصرار الأسرى والأسيرات داخل السجون، والعامل الثاني الالتفاف الشعبي حول قضية الأسرى والوحدة الوطنية الشاملة التي تجلت في دعم ملف الأسرى". وتابع " والعامل الثالث الحركة السياسية والدبلوماسية التي أنتجت تضامنا دولي وعربيا واسع وضاغط على دول إسرائيل بضرورة تحقيق المطالب الإنسانية للأسرى"، شاكراً الأسرى الذين رفعوا رايات الشعب الفلسطيني وهامته عالياً. وتقدم العوض بالشكر لجمهورية مصر العربية لما بذلوه من جهود ودور مميز من أجل الوصول إلى هذا الاتفاق الذي أعتبره مشرفا للأسرى وساهم في أن تنتهي معاناتهم وجنبنا خسارة أي أخ أو رفيق عزيز داخل السجون. 1