أكد شيوخ قبليون وشهود عيان أن مسلحي تنظيم القاعدة الإرهابي أخلوا كلياً ليل أمس، مدينة رداع الواقعة وسط اليمن، التي سيطروا عليها قبل أكثر من أسبوع وذلك بعد وساطة قادها شيوخ قبائل. وقال بيان منسوب إلى تنظيم القاعدة بحسب " يمن برس" إن الانسحاب من المدينة تم بعد التعهد بالإفراج عن 15 سجيناً فيما أفادت مصادر قبلية لوكالة «فرانس برس» أنه تم بالفعل تقديم هذا التعهد للمسلحين كما تم تهديدهم بأن رجال القبائل سيحاربونهم ما لم ينسحبوا. وقال شيخ قبلي لوكالة «فرانس برس»: إن مئات من مسلحي القاعدة أخلوا المدينة الواقعة على مسافة 130 كيلومتراً جنوب شرق العاصمة إثر وساطة قبلية. وكان مسلحو القاعدة بقيادة طارق الذهب، وهو شقيق زوجة الإمام المتطرف الأميركي-اليمني أنور العولقي الذي قتل في 30 أيلول الماضي في ضربة أميركية في اليمن، استولوا على رداع في 16 كانون الثاني، مقتربين بذلك من العاصمة صنعاء بعدما عززوا وجودهم في جنوب وشرق البلاد. وقد أفادت مصادر قبلية أن مسلحي القاعدة انسحبوا بشكل كامل من المواقع التي كانوا يسيطرون عليها في مدينة رداع، خصوصاً مدرسة العامرية وقلعة رداع ومقر المخابرات، واتجهوا إلى مقر إقامة قائدهم طارق الذهب في بلدة مجاورة. وقال أحد الوسطاء: إن المفاوضات التي قادها الشيخ حاشد القوصي والشيخ عبدالكريم المقدشي بالتعاون مع ممثلي مديريات رداع السبع، أدت إلى اتفاق يقضي بخروج طارق الذهب وجماعته من المدينة وتحقيق مطالبه، وذلك بإطلاق سراح المعتقلين ال15 في سجون المخابرات ومن بينهم نبيل الذهب شقيق طارق. وأطلق سكان مدينة رداع الأعيرة النارية في الهواء وخرجوا إلى الشوارع للتعبير عن فرحتهم وابتهاجهم بخروج المسلحين من مدينتهم، حسبما أفاد سكان في المدينة. وقال فيصل الرياشي، وهو من سكان رداع: أنا الآن مع عدد من أبناء رداع في مدرسة. وأعرب الرياشي خصوصاً عن فرحة الأهالي بتجنيب مدينتهم الفوضى والحرب. من جهة أخرى أعلن مسؤول عماني لوكالة «فرانس برس» أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح غادر أمس مسقط حيث هو متواجد منذ الأحد الماضي واتجه إلى الولاياتالمتحدة حيث سيتابع العلاج. وبحسب المسؤول لم يلتق الرئيس صالح خلال إقامته أي مسؤول عماني دون أن يوضح سبب مكوثه عدة أيام في السلطنة. وكان صالح غادر صنعاء مساء الأحد إلى سلطنة عمان برفقة أبنائه وزوجته. وأصيب صالح مع عدد من كبار المسؤولين في تفجير استهدف مسجد القصر الرئاسي في حزيران الماضي وبعد فترة من العلاج في السعودية عاد إلى اليمن ثم وقع في تشرين الثاني الماضي اتفاق المبادرة الخليجية لانتقال السلطة. وتخلى صالح بموجب هذا الاتفاق عن السلطة لصالح نائبه عبد ربه منصور هادي الذي يفترض أن يصبح رئيساً للبلاد بعد الانتخابات الرئاسية المبكرة التي سيخوضها مرشحاً توافقياً عن الحزب الحاكم والمعارضة.