صرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن قيام الغرب بعملية عسكرية ضد إيران سيكون خطأ جسيما. وقال في حديث لوكالة الأنباء "إيتار-تاس" الروسية يوم 11 يناير/كانون الثاني إن "العملية العسكرية ضد إيران ستكون خطأ فادحا وهفوة فظة جدا، وسيكون لهذا التطور الجيوسياسي عواقب وخيمة بعيدة جدا بالنسبة للأمن الإقليمي والعالمي". وشدد على أنه "لا يمكن من حيث المبدأ أن يكون هناك حل عسكري لمهمة إعادة الثقة بسلمية البرنامج النووي الإيراني"، محذرا من أن محاولات إيجاد الحل من هذا النوع قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي واستفحال المخاطر وإلحاق أضرار جسيمة بالاقتصاد العالمي، أي إلى "مجموعة من العوامل التي قد تهز أسس النظام الدولي". وأردف: "نرى أن هذا أمر غير مسموح به إطلاقا، وندعو شركائنا في السداسية وجميع من أثار مناقشة هذا الموضوع أخيرا إلى العودة إلى جادة الصواب وإبداء أقصى درجة من ربط الجأش". وأكد ريابكوف معارضة روسيا لأي تشديد للعقوبات ضد إيران، بما في ذلك فرض الحظر على مبيعات نفطها وقال: ""بغض النظر عن كافة الظروف، التي ندرس في إطارها هذه القضية ظروف توسيع الإيرانيين نشاط التخصيب أو أي ظروف أخرى، نعارض استخدام مثل هذه الإجراءات ضد إيران". وواصل: "أولا، نرى أن العقوبات من هذا القبيل ليست لها أية علاقة بالمهمة الرئيسية وهي تعزيز نظام عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل. ثانيا، نعتقد بأن العقوبات التي فرضتها بعض الدول على إيران بطريقة أحادية لن تقرب الحلول التفاوضية، بل أبعدتها، ومن المعروف أن روسيا تسعى جاهدة إلى إيجاد مثل هذه الحلول. وثالثا، نرى أن المسائل المتعلقة بجميع جوانب السياسة في الاتجاه الإيراني من حيث إعادة الثقة بالبرنامج النووي الإيراني، يجب حلها على أساس الشراكة والتشاور، وليس بطريقة انفرادية وأحادية". وشدد المسؤول الروسي على أن "الدول التي تناقش الإجراءات من هذا القبيل تخرب وحدة صفوف سداسية الوسطاء الدوليين". وأكد ريابكوف أن روسيا تعتبر استئناف المفاوضات بين إيران واللجنة السداسية، التي تشمل الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي زائد ألمانيا، مسألة عملية تماما وقال: "نعتبر استئناف المفاوضات مسألة عملية تماما. ونعتقد بأن المقدمات لمواصلة المفاوضات قد نضجت، ولا يجوز تفويت هذه الفرصة الآن". وأضاف: "لقد بحثنا خلال الأسابيع الأخيرة هذا الموضوع أكثر من مرة مع الممثلين الإيرانيين في محافل مختلفة، ومع سائر أعضاء سداسية الوسطاء الدوليين". ودعا ريابكوف إيران والغرب إلى الامتناع عن ألاقوال وألاعمال التي قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع حول مضيق هرمز وقال: "بالنسبة للتصريحات من هذا القبيل علي أن أؤكد أن مضيق هرمز ممر دولي، ويجب احترام حرية الملاحة فيه. لكننا أيضا نعترف بحق إيران في الدفاع عن النفس، ويشمل هذا الحق حق إجراء مناورات معينة". وواصل: "نرى أنه يجب على الإيرانيين وجميع أعضاء المجتمع الدولي في الظروف الراهنة المثيرة للقلق أن يلتزموا بالامتناع عن ألاقوال وألاعمال التي قد تؤدي إلى المزيد من تصعيد المواجهة. هذا التوجه خطير جدا، وعلينا إبداء أقصى درجة من ربط الجأش". وأكد ريابكوف اهتمام روسيا بضمان حرية الملاحة في مضيق هرمز وقال: "روسيا دولة ذات مصالح عالمية وإقليمية، ومن الطبيعي أننا لا نستطيع أن نقف موقف اللامبالاة حيال ما يحدث بالملاحة في منطقة مضيق هرمز". المصدر: وكالة الأنباء "إيتار - تاس". 5