أمير "قطر " غادر نواكشوط غاضبًا ودونَ مراسيم !! انتهت الزيارة الرسمية التي قام بها الى نواكشوط أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني و استغرقت ساعات بمشاداة كلامية مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ما جعل هذا الأخير يرفض توديع ضيفه القطري في المطار بعد أصدر أن أمرا لجميع وزراءه و مسؤوليه بعدم فعل ذلك،فيما غابت كاميرات القناة الموريتانية الرسمية عن الوداع،بعد أن طردها حراس الأمير. وعقد الرئيس الموريتاني وامير قطر محادثات منفردة، ثم شارك فيها وفدا البلدين في وقت لاحق، واستعرضا العلاقات الثنائية، كما ذكرت مصادر رسمية،غير انه عادر البلاد دون أن يودعه أي مسؤول موريتاني و في غياب مراسيم الوداع الرسمية. وفيما كان استقبال الأمير مليئاً بالحفاوة، إلا أنه غادر البلاد، بعد ساعات قليلة، من دون أي مراسيم وداع رسمي، الأمر الذي أثار تكهنات وتأويلات متباينة بخصوص أسباب هذا الإخلال المفاجئ بالإجراءات البروتوكولية المعمول بها في مثل هذه الزيارات. و بحسب مصادر مقربة من القصر الرئاسي في موريتانيا فإن أمير دولة قطر نصح ولد عبد العزيز خلال حديث دار بينهما بضرورة إحداث إصلاحات ديمقراطية في البلاد، وتقريب التيار الإصلاحي الإسلامي، والتشاور معه، والاسترشاد بالشيخ محمد الحسن ولد الددو، الذي أثنى عليه الأمير، غير أن هذه النصيحة أثارت حفيظة ولد عبد العزيز، الذي انتقد السياسة* القطرية* فيما* اسماه* *”تصدير* الثورة*”* وتوجيه* قناة* *”الجزيرة*”* للتأليب* والتحريض* ضد* الأنظمة* العربية،* معتبرا* أن* نصيحة* الأمير* القطري* له* تدخل* في* الشؤون* الداخلية لبلاده. و لم يسمح الوفد القطري لمصوري التلفزيون الموريتاني بتسجيل لحظة مغادرة أمير قطر لمطار نواكشوط دون توديع رسمي من الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، أو وزيره الأول، مولاي ولد محمد لغظف. كما أن ‘اللقاء بين ولد عبد العزيز والشيخ حمد كان يهدف لتوظيف الزيارة في سياق التأكيد على جودة العلاقات مع قطر، لكن ما دار في اللقاء غيّر مزاج ولد عبد العزيز، فانتهت الزيارة بأزمة حقيقية مع أهم دولة في السياسة العربية في الوقت الحاضر. و تقول معلومات الدولية إن الرئيس الموريتاني استشاط غضبا حينما طلب منه أمير قطر مطالبة بشار الأسد بوقف سفك دماء الشعب السوري،حيث رد عليه عبد العزيز بالهجوم على قطر و دورها في العالم العربي، والتعبير عن التضامن مع بشار الأسد، قائلا إن الشعوب لا تعرف ما تريد، وأن ما يسمى ثورات هو مجرد مؤامرات. ولم تعلق الدبلوماسية الموريتانية على الحادثة، لكن السفير القطري في موريتانيا، محمد بن كردي، أوضح أن ”مغادرة الأمير القطري، حمد بن جاسم، لموريتانيا دون أن يودعه رئيس الجمهورية، محمد ولد عبد العزيز، ليس ناتجا عن عدم تفاهم بين القائدين”. وترتبط موريتانيا وقطر حتى الان بمجموعة من الاتفاقات حول الطاقة والشؤون الاجتماعية والاسكان وتخطيط المدن واليد العاملة وفرص العمل، بالاضافة الى فتح قطر فرعا للبنك الوطني القطري في موريتانيا.