«صالح» يظهر للمرة الخامسة في الرياض بثت الوكالة اليمنية للأنباء «سبأ» صورا للرئيس علي عبد الله صالح, الأحد, إثر زيارته للعميد سالم محمد الوحيشي القائد السابق للواء 103 مشاة الذي يتلقى العلاج حاليا في مدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية بالرياض جراء إصابته بإعاقة دائمة في المواجهات الأخيرة مع الحوثيين بمحافظة صعده, شمال اليمن. ويعد الظهور الخامس لصالح منذ تعرضه لمحاولة اغتيال فاشلة في مسجد دار الرئاسة بالعاصمة صنعاء في ال3 من يونيو الماضي. ولا يزال صالح يتعافى من الحروق التي أصيب بها جراء حادث النهدين في الرياض, ووصل الأخيرة محمولًا على سرير طبي في الساعات الأولى من فجر الأحد, ال5 من يونيو, مع عدد من أركان حكمه استهدفهم انفجار مسجد النهدين. ونقلت وكالة «رويترز» عن القيادي في الحزب الحاكم في اليمن سلطان البركاني اتهامه لعضو بارز في المعارضة اليمنية بالوقوف خلف اغتيال صالح «لم يعد هناك مجال للشك بان حميد الاحمر هو رأس الحربة في محاولة الاغتيال الاثمة التي تعرض لها فخامة الاخ رئيس الجمهورية وعدد من المسؤولين في الدولة». وأضاف «نتائج التحقيق تشير الى ان الشرائح (التليفون) المستخدمة في العملية كلها تباع لشركة سبأ فون التي يملكها حميد الاحمر». وقال البركاني: إن المحققين قد توصلوا بمساعدة الفريقين الأميركيين إلى نتائج خطيرة مؤداها أن شرائح التليفون المستعملة في محاولة الاغتيال هي من فئة الأرقام التي تملكها شركة «سبأ فون» المملوكة للشيخ حميد الأحمر. وأضاف البركاني في تصريحات لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية نشرتها اليوم: «بالنسبة لموضوع الاعتداء على جامع الرئاسة ومحاولة اغتيال الأخ رئيس الجمهورية ومعه عدد من القيادات السياسية والأمنية في الدولة فإنه لا بد من نشر كل نتائج التحقيق، وتسليمها للقضاء، لأن من حق الشعب اليمني والسلطة والمعارضة معرفة الجناة الحقيقيين في هذه الجريمة البشعة». وأضاف الامين العام المساعد للمؤتمر «إن نتائج التحقيق تشير إلى أن الشرائح المستخدمة في العملية كلها تابعة لشركة سبأ فون التي يملكها حميد الأحمر، وهي من الفئات الرقمية 9 التي لم تأخذ ترخيصا من الحكومة». وأضاف البركاني إن «مالكي هذه الشرائح هم من الفرقة الأولى مدرع، وهذا يدل دلالة واضحة على أن العناصر الداخلة في دائرة الاتهام تنتمي إلى الفرقة الأولى المتمردة والتجمع اليمني للإصلاح». ورداً على مزاعم حميد الأحمر التي أوردها في تصريحاته لذات الصحيفة أمس قال البركاني «إنه من غير المعقول أن يسوق حميد الأحمر التهم جزافا دون أن يكون لديه دليل» . وأشار البركاني إلى أن جميع الشركات العاملة في مجال الاتصالات في اليمن ملزمة بأن تعطي أجهزة الأمن جهازا بموجب اتفاقية العمل مع الوزارة، وهذا الجهاز يمكن من معرفة الأرقام غير المرخصة ومتابعتها، غير أن «سبأ فون» عطلت هذا الجهاز قبيل محاولة اغتيال رئيس الجمهورية، حتى لا تنكشف مسألة الأرقام غير المرخصة التي استخدمت في محاولة الاغتيال، حيث كان يمكن لهذا الجهاز أن يكتشف هذه الشرائح لو لم تقم شركة «سبأ فون» بتعطيله حتى لا تتمكن الأجهزة المعنية من رصد الشرائح المستخدمة في العملية. وقال البركاني «لم يعد هناك مجال للشك في أن حميد الأحمر هو رأس الحربة في محاولة الاغتيال الآثمة التي تعرض لها فخامة الأخ رئيس الجمهورية وعدد من المسؤولين في الدولة". وفيما يخص تطورات العملية السياسية قال البركاني «نحن في المؤتمر الشعبي العام لا يمكن أن ننقلب على خيارات الشعب اليمني الديمقراطية، ونحن متمسكون بالذهاب إلى صناديق الاقتراع للخروج من الأزمة، أما ما عدا ذلك من اتفاقات سياسية فإنها لا يمكن أن تكون إلا بما لا يتعارض مع إرادة الناخب اليمني الذي صوت للرئيس علي عبد الله صالح في 2006 في انتخابات تنافسية راقبها المجتمع الدولي». وفي رده على سؤال ل«الشرق الأوسط» حول ما إذا كان ذلك يعني رفض المبادرة الخليجية، أشار الامين العام المساعد للمؤتمر إلى أن ذلك لا يتعارض مع المبادرة الخليجية، غير أن المعارضة تدرك أنه من الصعوبة بمكان إجراء انتخابات رئاسية في فترة لا تتجاوز الستين يوما، وقال و«بالتالي فما الداعي لأن يقدم الأخ رئيس الجمهورية استقالته خلال ثلاثين يوما من التوقيع على المبادرة إذا كنا لا نستطيع انتخاب رئيس جديد للبلاد خلال ستين يوما». وأضاف البركاني «إذا كانت مدة الستين يوما غير كافية لإجراء انتخابات رئاسية، فإنه لا داعي لتقديم استقالة رئيس الجمهورية خلال ثلاثين يوما حتى لا تدخل البلاد في فراغ دستوري». وأكد البركاني أن مسألة الانتخابات المبكرة تعني في حال التوافق عليها اختيار رئيس جديد، وبالتالي فليس هناك حاجة لتقديم رئيس الجمهورية استقالته قبل أن يتم انتخاب الرئيس الجديد». وذكر البركاني أن المبادرة الخليجية لا تزال تصلح للحل فيما لو أعيد النظر فيما سماه «التزمين» فيها، بحيث يصار إلى «انتخابات مبكرة تحدد المعارضة وقتها متى ما تشاء ثم نذهب إليها ويسلم الأخ رئيس الجمهورية مهامه لرئيس منتخب، وهذا من وجهة نظر المؤتمر أنسب الحلول». ويواجه الرئيس صالح ثورة شعبية عارمة اندلعت في فبراير المنصرم للمطالبة بتنحيه عن السلطة. ونفي الاحمر, أمس الاحد, مسؤوليته عن الهجوم الذي اسفر ايضا عن اصابة رئيس الوزراء واثنين من نوابه ورئيسي مجلسي البرلمان. وكشفت برقيات دبلوماسية امريكية نشرها موقع ويكيليكس أن الاحمر أبلغ السفير الامريكي في عام 2009 انه يريد وضع خطة لارغام صالح على التخلي عن السلطة من خلال احتجاجات حاشدة في انحاء اليمن. وتبرز البرقية تشكك السعودية والولايات المتحدة في امكانية حدوث ذلك. وابلغ الاحمر السفير انه ينبغي ان يضمن صالح نزاهة الانتخابات البرلمانية التي تجري هذا العام (2009) وان يبعد ابناءه الذين وصفهم «بالمهرجين» عن مواقع السلطة. ويرأس احمد ابن صالح الحرس الجمهوري والقوات الخاصة. وحميد الاحمر شخصية قيادية في قبيلة الأحمر ورجل أعمال ثري ويحتل منصبا بارزا في حزب الاصلاح الاسلامي, أكبر أحزاب المعارضة اليمنية. وهو شقيق صادق الاحمر الذي خاضت قواته معارك عنيفة مع الموالين لصالح في الاسابيع السابقة على اصابته في الثالث من يونيو حزيران.