أدان مجلس الامن التابع للامم المتحدة في بيان صدر يوم الاربعاء الحملة الدموية التي تشنها السلطات السورية على المحتجين المدنيين وذلك في أول اجراء ملموس يتخذه المجلس بشأن الانتفاضة في سوريا المستمرة منذ خمسة أشهر. ولبنان هو العضو الوحيد الذي نأى بنفسه عن البيان الذي أيده اعضاء المجلس الاربعة عشر الاخرون الذين قالوا انه يساعد في فرض عزلة على القيادة السورية. وقال مبعوث لبناني ان البيان الذي صاغته الدول الغربية لا يساعد في معالجة الوضع الحالي في سوريا. وتصدر بيانات مجلس الامن دون تصويت اذا لم يعترض عليها اي عضو وهو ما يعني ضمنيا صدورها بالاجماع الامر الذي يعني انه كان بمقدور لبنان عرقلة صدور البيان لكن باكتفائه بأن ينأى بنفسه سمح بصدوره. ويحث البيان الذي تلاه السفير الهندي هارديب سينغ بوري رئيس المجلس للشهر الحالي دمشق على احترام حقوق الانسان بشكل كامل والتقيد بالتزاماتها بمقتضى القانون الدولي. واتفق على البيان بعد ثلاثة ايام من المساومات الصعبة كبديل لقرار كامل لمجلس الامن كان يفضله الغرب وهو يحث دمشق أيضا على الاحترام الكامل لحقوق الانسان والتزاماتها بموجب القانون الدولي. ويدعو البيان الي "وضع نهاية فورية لكل أعمال العنف ويحث جميع الاطراف على الالتزام بأعلى درجات ضبط النفس والامتناع عن الاعمال الانتقامية بما في ذلك الهجمات على مؤسسات الدولة". وتلك العبارة لفتة لاسترضاء روسيا ودول أخرى طالبت ببيان متوازن يحمل الجانبين المسؤولية عن العنف في الانتفاضة الشعبية التي اندلعت قبل خمسة اشهر ضد حكم الرئيس بشار الاسد. وتقول سوريا انها تواجه معارضة من متطرفين مسلحين. وتبنى المجلس البيان بينما شددت ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما موقفها من الاسد. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض ان الزعيم السوري هو "سبب عدم الاستقرار" في سوريا. وقالت سوزان رايس السفيرة الامريكية لدى الاممالمتحدة "نظام الاسد كان يعول على حقيقة ان مجلس الامن لن يكون بمقدوره التحدث... وانه سيكون هناك من يحمونهم ويدافعون عنهم بما يجعل من المتعذر ان ... تصدر ادانة. وبالتأكيد فانهم لا بد وانهم فوجئوا وشعروا بخيبة أمل للنتيجة." وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج ان البيان "يظهر ان الرئيس الاسد في عزلة متزايدة." ووصف وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه البيان بانه "نقطة تحول في موقف المجتمع الدولي." وتعثر مشروع قرار بشأن سوريا أعدته دول أوروبية في أروقة مجلس الامن على مدى شهرين بسبب معارضة روسيا والصين وعدد من دول عدم الانحياز. وقال دبلوماسيون ان الاوروبيين احيوا مشروع القرار بعد تصاعد العنف في مطلع الاسبوع ومقتل اكثر من 90 شخصا حتى الان في مدينة حماة بوسط البلاد. ووافقت روسيا والدول المؤيدة لها في نهاية المطاف على قيام المجلس بتحرك لكنها أصرت على أن يكون مجرد بيان وهو أضعف من القرار. ويضع البيان حدا لشعور الدول الغربية بالاحباط على مدى اسابيع لتعثر مشروع القرار الذي اعدته بسبب تهديد روسيا والصين باستخدام حق النقض (الفيتو) وعدم تمكنها من اقناع البرازيل والهند وجنوب افريقيا الاعضاء غير الدائمين بالمجلس بتأييده. وقالت روسيا انها لا تريد تكرار قرار مجلس الامن الصادر في 17 مارس اذار بشأن ليبيا والذي تعتبره دول غربية سندا قانونيا لغاراتها الجوية على قوات الزعيم الليبي معمر القذافي. وتقول موسكو ان هذا سوء استخدام لبنود القرار. ويقول دبلوماسيون ان اراقة الدماء في حماة كسرت فيما يبدو الجمود في المجلس. ولا يتضمن البيان بنودا تتعلق بفرض عقوبات أو اي اجراءات عقابية أخرى على سوريا ولا يدعو الى احالة زعماء سوريين الى المحكمة الجنائية الدولية وهو ما تطالب به بعض جماعات حقوق الانسان. والاجراء المستقبلي الوحيد المذكور هو طلب الي الامين العام للامم المتحدة بان جي مون لتقديم تقرير الي المجلس عن الوضع في سوريا في غضون سبعة أيام. ولم يحدد أي اجراءات لمتابعة هذا التقرير. لكن السفير البريطاني مارك ليوال جرانت قال ان مجلس الامن "سيواصل مراقبة الوضع عن كثب ودراسة مزيد من الاجراءات اذا كانت ضرورية... ولهذا نحن نتوقع ان نرى تغيرا في نهج النظام السوري." 5 (المصدر وكالات)